تواجه المرأة أكبر صدمة في حياتها عندما يقرر طبيبها المعالج أن يستأصل رحمها من أجل أن ينجو بحياتها وينقذ ما يمكن إنقاذه، هذا القرار الذي يحرم الفتيات من الأمومة ويتسبب في فقدان المتزوجات لأزواجهن، فيما تتجه بعض النساء لهذا الأمر طواعية من أجل تحديد النسل..! سيكون من الصعب على أي امرأة أن تعيش بدون رحم، فهو أمر قد يتجاوز طاقة أي امرأة على تحمله عندما يتعلق الأمر بالأمومة والحياة الزوجية، لتمثل هذه الصدمة كارثة على جميع الأصعدة في حياة النساء، خاصة إذا تعلق الأمر بالمتزوجات. انهيار في الحياة الزوجية.. من خلال خوضنا في هذا الموضوع الحساس تعرفنا على حالة آمال، 28 سنة، التي تقبع في مستشفى الأمراض العقلية منذ سبع أشهر، بعد تعرضها للطلاق من طرف زوجها الذي لم يقبل مواصلة حياته الزوجية معها بعد أن قرر الطبيب استئصال رحمها نتيجة تواجد كتلة من بطانة الرحم خارج الرحم. وبعد فقدانها للجنين أربع مرات متتالية، هذه المرأة لم تستوعب فكرة تخلي زوجها عنها بعد خمس سنوات من التفاهم والانسجام، ما جعلها تدخل في غيبوبة لمدة شهر، ثم اكتئاب حاد استوجب إخضاعها للرعاية الصحية والنفسية. نفس الموقف تعرضت له نادية، صاحبة الأربع والعشرين ربيعا، والتي تم استئصال رحمها أثناء عملية ولادتها لطفلتها الوحيدة، فزوجها لم يصبر على تحمل الوضع وقرر أن يتزوج بأخرى ليُرزق بالأولاد. هي عينة من قصص اختلفت بطلاتها في الظروف الصحية واشتركن في انهيار حياتهن الزوجية. فتيات يودعن الزواج والإنجاب إلى الأبد في بعض الحالات، التي تعتبر نادرة، تخضع الفتيات لعملية استئصال في الرحم عندما تتربص بها كتلة تستهدف بطانة الرحم. في هذه الحالة تكون الفتاة مجبرة على التخلي عن حلم الأمومة وحتى الزواج، هو تعبير (س.م) التي تخلت عن هذا الحلم للأبد بعدما فقدت رحمها رافضة أي عرض ودون تبرير لكل من يسألها عن السبب. وعلى حد تعبيرها فلا يوجد رجل يقبل الزواج بأنثى غير مكتملة! حالات سن اليأس يمكن تجاوزها بسهولة يخف كثيرا وقع مثل هذه الحالات على النساء اللاتي تجاوزن مرحلة الإنجاب ودخلن في سن اليأس، هذا ما ذهبت إليه السيدة (د.س) التي اضطرت لهذا الأمر نتيجة لتعرضها لسرطان في عنق الرحم لم تكتشفه إلا في مرحلة متقدمة استوجبت الاستئصال لمحاصرة هذا المرض الخبيث. فحسب وجهة نظرها لم تعد بحاجة إليه. وفي نفس السياق يؤكد المختصون أن الوضع الصحي والنفسي للنساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس يكون مقبولا مقارنة بالحالات الأخرى نظرا لاعتبار المرحلة العمرية جد مهمة في هذا المجال. .. وأخريات تخلين عنه طواعية لتحديد النسل من جهة أخرى، تكثر الحالات التي تطلب فيها المرأة استئصال رحمها كبديل عن موانع الحمل، يتعلق الأمر بمن حظين بعدد مناسب من الأولاد وتقدمن في السن، ما يجعلن يبحثن عن أنجع وأسهل وسيلة لتجنب إنجاب طفل آخر، هذا ما وضحته محدثتنا، مضيفة أنه في هذه الحالات يستوجب قبول الزوج فبدون ذلك لا يمكن لأي مستشفى حكومي أوخاص إجراء العملية. وفي هذا السياق، نذكر حالة السيدة فوزية، 32 سنة، التي قامت بهذه العملية منذ ثلاث سنوات، مبررة ذلك أنها سئمت من الموانع الغير المجدية في تحديد النسل مع العلم أن لديها أربعة أطفال. نفس الشيء بالنسبة للسيدة جويدة، التي لديها ستة أطفال، وتعزم على إجراء هذه العملية في أقرب وقت لضمان الاستقرار في النسل. كل حالات الاستئصال لتفادي الخطورة حياة المريضة من جهتها تؤكد القابلة (صبرينة .د) أن حالات الاستئصال في مجملها تكون كإجراء طارئ من أجل إنقاذ حياة المريضة، يتعلق الأمر بوجود كتلة في الرحم في حالاتها المتعددة، على غرار الكتل المعقدة، والضاغطة على الرحم بالإضافة تلك التي تؤدي إلى النزيف الحاد، والتي لا يمكن التخلص منها إلا بالتخلص من الرحم كليا. وأضافت أن اكتشاف سرطان الرحم في العنق أو البطانة في مرحلة متقدمة أيضا يستدعي الاستئصال. كما هناك حالات استئصال تتم بعد عملية الولادة مباشرة يلجأ إليها الأطباء في حالة التصاق المشيمة مع جدار الرحم، وفي كل هذه الحالات تكون العملية ضرورية للحفاظ على صحة المريضة وحياتها.