تعرف ظاهرة تعاطي المخدرات في حي الزويتنة ببلدية حامة بوزيان تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، خاصة بالنسبة للشباب العاطل عن العمل أو الذي يعاني من ظروف اجتماعية سيئة، إذ يعتبرونها بمثابة المنفذ الوحيد الذي يسمح لهم بالهروب إلى عالم آخر بعيدا عن الواقع الاجتماعي المرير الذي يعيشونه. وما زاد الأمر سوءا هو أن غالبية هؤلاء الشباب يتعاطون هذه المادة أمام مرأى الجميع دون حياء أو خوف، وحتى في أماكن عامة، إذ يلجأون إلى أسفل العمارات أو إلى داخلها أو يتوجهون نحو المقبرة المقابلة للعمارات باعتبارها مكانا معزولا وبعيدا عن أعين الناس، فالبعض منهم مدمن على الخمور والبعض الآخر يأخذ الإبر ومنهم أيضا من يتناول المخدرات بكل أنواعها من كيف معالج وأقراص مهلوسة، وهذا ما يؤدي في كثير من الأوقات إلى نشوب شجارات ونزاعات فيما بينهم بسبب الملاسنات والمشادات الكلامية التي تتحول إلى عراك بالأيدي أو حتى باستعمال السلاح الأبيض، ما يتطلب تدخل القوات الأمنية في بعض الأحيان. وهذا ما جعل سكان الحي يعيشون في حالة من الخوف وعدم استقرار نتيجة السهرات الليلية التي يقيمها أولئك الشباب وأصواتهم العالية التي باتت تزعج المواطنين وتحرمهم من النوم وكذلك الكلام القبيح والشتم والسب بدون خجل. هذا الوضع دفع بالبعض منهم إلى الرحيل من هذه المنطقة لعدم شعوره بالأمان أو خوفا على نفسه وعلى عائلته، خصوصا بعد أن وقعت سرقات بعض المنازل من طرف هؤلاء الشباب للحصول على المال لشراء هذه المخدرات وكذلك القيام بأمور مخلة بالحياء. وفي حديث “الفجر” مع رئيس جمعية الحي وبعض من سكان الحي طالبوا بضرورة تواجد مكثف لدوريات للشرطة بشكل يومي، وخاصة في الليل مما سيساعد بشكل مباشر على التقليل والحد من تفشي هذه الظاهرة التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم وأرهقت مواطني الحي، كما نددوا أيضا بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يتم القبض عليه بتعاطي أو بيع أي نوع من أنواع المخدرات.