هكذا الكبار يفعلون.. فبالرغم من الأداء السيئ والخسارة التي تعرض لها فريق تشيلسي في المباراة السابقة أمام ليفربول ضمن منافسات كأس كارلينغ، عاد اليوم السبت مدافعاً عن كبريائه وفاز بثلاثية نظيفة في مسابقة الدوري الإنجليزي، توجها بأداء عالج فيه معظم القصور الهجومي والدفاعي الذي أمرض الفريق الفترة الماضية.. وعلى نفس الملعب وعلى عكس ما فعل تشيلسي، تراجع نيوكاسيل أداءً ونتيجة، وفشل في الدفاع عن المستوى والتعادل الكبير الذي حققه في المباراة الأخيرة ضمن نفس المسابقة مع مانشستر يونايتد، ليسقط اليوم أمام تشيلسي بثلاثية نظيفة أحرزها دروجبا (د 38) وسالمون كالو (د88) وستوريدج في الدقيقة الأولى من الوقت بدلاً من الضائع، ليرفع تشيلسي رصيده إلى 28 نقطة في المركز الثالث، فيما توقف رصيد نيوكاسل عند 26 نقطة في المركز الخامس. لم ينتظر الفريقان أكثر من 4 دقائق ليجس نبض كلاهما الأخر، حتى كشف كل منهما عن استراتيجيته في التعامل مع اللقاء، فعلى جانب تشيلسي بدأ الشوط الأول معتمداً طريقة لعب هجومية (4-3-3) معتمداً على ديديه دروغبا كرأس حربة ارتكاز يكون محطة هجومية تقف عندها الكرة لحين الزحف الهجومي والتنظيم التكتيكي، ومن تحته خوان ماتا وستريدج كمهاجمين، واعتمد تشيلسي على قاعدة دفاعية قوية في قلب الملعب تمثل ستاراً حديدياً يقودها الثلاثي فرانك لامبارد وراميرز سانتوس وجون تيري، وفي الدفاع أشلي كول وروميو وديفيد لويز وإيفانوفيتش، ومن خلفهم الحارس العملاق بيتر تشيك. في المقابل كشف نيوكاسيل عن رغبته في خوض اللقاء بأداء متوازن يعتمد على عدم الاندفاع وبأسلوب بعتمد على (4-4-2) تحولت كثيراً إلى(4-5-1) بالإعتماد على أسلوب الهجوم الفردي الذي يعتمد على لاعب يملك القدرة على الاحتفاظ بالكرة والأداء المهاري من السرعة مثل المهاجم ديمبا با، واعتمد نيوكاسل على وسط ملعب مكون من كابي وغابريل وداني جوثلي، ومعهم بن عرفة صاحب المهام الهجومية لدعم ديمبا ومعه بالتناوب على جانبي الملعب بيتر لفنكراندس، وفي خط الدفاع ربان تايلور وستيفن تايلور وداني سيمبسون وفابريسيو كولوتشيني، ومن خلفهم الحارس تيم كرول. مع مرور العشر دقائق الأولى أعلن تشيلسي عن النهج التكتيكي الهجومي عبر مثلث الرعب الذي احتل الجبهة اليسرى لنيوكاسيل من خلال رأس المثلث الهجومي استوريدج ومن خلفه إيفانوفيتش، وماتا كداعم فني ومناور حركي من وسط الملعب، ولعل هذه الجملة التكتيكية التيراهن عليها تشيلسي واعتبرها جملة المباراة بالنسبة له، حقق من خلالها خمسة غزوات منحت الفريق الأفضلية الهجومية، ونتج عنها أول فرص المباراة أهدرها دروجبا، ثم أتبعها إنفرادين لاستوريدح تصدى لإحداها حارس نيوكاسيل، وعارضة مرماه للأخرى. في تحدي جديد لجبهة رجل الشوط الأول دون متافس ”ستوريدج” حصل منها الغزال الشيلساوي الأسمر على ركلة جزاء صحيحة، أهدرها جون تيري. في الوقت الذي ظن فيه البعض أن قاعدة من يهدر الفرص سيستقبل مرماه أهدافاً ويندم، كان إصرار تشيلسي على تحسين صورته التي شوهها ليفربول في لقاء الفريقين السابق بالفوز والأداء، ومن إحدى إبداعات ماتا في التمرير، أهدى دروغبا كرة عرضية على رأسه، سددها الأخير قوية في سقف المرمى محرزاً هدف فريقه الأول ولج مرماه لهدف السبق، لم يحدث جديداً في أداء نيوكاسل المرتبك دفاعاً وهجوماً، بل منح الأزرق فرصة الانفرادات المتكررة، والتصدي للمحاولات الهجومية بسهولة. انطلاقة الشوط الثاني أعلنت عن شكل هجومي جديد لنيوكاسل بعد أن دفع بالمهاجمين شولا وسامي، والدعم الدفاعي بالبديل جيمس بيرش.. وفي المقابل تراجع الاندفاع الهجومي لتشيلسي بفعل هبوط أداء ستوريدح ورعونة دروغبا. مع مرور الوقت والضغط الهجومي لنيوكاسل، دفع تشيلسي بالمهاجم المهاري سالمون كالو بدلاً من دروغبا بهدف الاحتفاظ بالكرة في ملعب المنافس وتخفيف الضغط عن دفاع فريقه، ومن ثم تنفيذ هجمات مرتدة كلما أمكن. لم يظن أحداً أن دقائق المباراة العشرة الأخيرة ستمر دون أن يحقق نيوكاسل التعادل المنطقي نتيجة هجومه الضاغط في ظل تراجع تشيلسي، إلا أن سالامون كالو كان له كلمة الحسم عندما إلتقط تمريرة من البديل فرناندو توريس الذي نفذ فاصلاً من المراوغة ومحاولة التسديد على المرمى، إلا أن سالمون تعامل مع التمريرة بمهارة وعقل، وسدد الكرة داخل الشباك محرزاً الهدف الثاني لتشيلسي. بعد صدمة هدف كالو، إندفع لاعبو نيوكاسل بشكل هستيري ناحية الهجوم، وإذا بكرة القدم تكشف عن جائزتها للاعب المباراة الأول وصاحب كلمة السر في فوز فريقه ”ستوريدج” عندما التقط الأسمر تمريرة توريز ليشق طريقه إلى مرمى تيوكاسل ويودع الكرة ”بحرفنة” داخل الشباك محرزاً هدف فريقه الثالث والذي انتهت عليه المباراة وسط تصفيق حاد من 52 ألف متفرج ملأوا مدرجات ملعب سانت جيمس بارك.