تبعا للمرسوم الرئاسي رقم 09- 202 المؤرخ في 27 ماي 2009 والمتضمن إنشاء مركز وطني للكتاب تقع على عاتقه إدارة السياسة الوطنية الخاصة بالكتاب، وبعد تعيين حسان بن نظيف مديرا له، يتساءل المهتم بوضعية الكتاب من مثقفين وقائمين على النشر في الجزائر عن واقع هذا المركز وأين هو من التجسيد بعد أكثر من ثلاث سنوات على إنشاء القاعدة القانونية له؟ علما أن الصلاحيات المذكورة في المرسوم تختص بتطوير والترقية الكتاب والقيام على كافة تظاهراته. التقت “الفجر” حسان بن نظيف على هامش الصالون الوطني للكتاب بتلمسان وأجرت معه هذا الحوار. أين هو المركز الوطني للكتاب من التجسيد الفعلي؟ بعد القاعدة القانونية التي تعرفونها والممثلة في المرسوم الرئاسي رقم 09-202 لا يزال العمل متواصلاً، لأن المركز ذو طابع إداري. ولكي أكون معك دقيقاً أكثر، فالمركز عبارة عن مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت وصاية وزارة الثقافة، يستلم ميزانيته من الدولة ويقف عليها محاسب من وزارة المالية، هذا ما جعلنا نتأخر قليلا في التجسيد، لأن الأمر ليس بسهولة المؤسسات ذات الطابع التجاري، المراقبة المالية بالنسبة لنا قبلية وليست بعدية كما في تلك المؤسسات. لكن نتجه الآن وبعد حصولنا على الميزانية في إجراءات التوظيف وتنصيب اللجان. وسنبدأ العمل فعليا في بداية السنة المقبلة. يدور الحديث في أوساط الناشرين والفاعلين في مجال الكتاب حول تعيين اللجان.. ما هي المقاييس التي تتبعونها في ذلك؟ الأمور واضحة بالنسبة لنا، لقد استحدثنا هذا المركز أصلا من أجل جمع شمل الفاعلين في الكتاب وتوضيح السياسة العامة للكتاب في الجزائر. اللجان الدائمة للمركز هي أربعة، لجنة الإبداع والترجمة، لجنة الكتاب والشباب، لجنة النشر والتوزيع، ولجنة الأنشطة المتعلقة بالكتاب. تتكون كل لجنة من سبعة أعضاء يعينهم الوزير الذي يقع تحت وصايته المركز بناء على اقتراح من مدير المركز. وعليه القرار النهائي يعود لوزيرة الثقافة، ولاشك أننا لن نخرج عن دائرة الفاعلين في المجال، الدور الأساسي للمركز هو خلق حالة توفيقية بين جميع الفاعلين. متى سيعلن عن هذه اللجان؟ ستعلن عن ذلك الوزيرة بداية السنة الجارية. ألا تخافون أن يخلق ذلك مشاكل؟ لماذا يخلق مشاكل؟؟ هل لأننا نريد تنظيم واقع الكتاب في الجزائر.. ونجعل له مؤسسة تحافظ على خصوصيته ودعمه، لا بد أن لا ننكر أننا نعيش في فوضى فيما يخص هذا الأمر، على العكس نناشد التعاون والتفهم لأن ذلك سيؤدي إلى الصالح العام. مهمة هذا المركز هي الاقتراب من كل الفاعلين وتحقيق الاتفاق الذي سيحمي الكتاب. لنعد إلى حقيقة التقدم في تأسيس المركز؟ كما قلت لك، لدينا مقر وميزانية والآن نستعد للكشف عن اللجان وكذا الهيكلة التنظيمية الخاصة بالمركز، لا بد من طاقم عمل، وهذا ما نقوم به الآن. المركز تابع للوظيف العمومي ومن ثمّة يتطلب التوظيف بعض الإجراءات التقنية، لكن الطاقم سيكون جاهزا بداية السنة المقبلة. ما هو برنامج المركز وما هي أول فاعلية ستقومون بها؟ في الواقع، الكثير لا يفهم سياسة المركز، لسنا مؤسسة فعاليات، ربما لجنة الأنشطة المتعلقة بالكتاب ستتولى إدارة المعارض الدولية والوطنية وترتيب مختلف الأنشطة الخاصة بالكتاب. هل يعني أن هذه اللجنة ستتولى تنظيم معرض الكتاب الدولي خاصة وأن هناك حديث لسحب المحافظة من اسماعيل مزيان؟ لا..لا يمكننا الحديث عن هذا الأمر.. ولم أقل هذا، نحن الآن في مرحلة تأسيس.. البرنامج سوف أقدمه في ندوة للصحفيين حالما ننتهي من الأمور الإدارية، والبرنامج على حسب اللجان كل لجنة ستختص بمجالاتها.. أما المشروع الأول الذي نهدف إليه كمركز موحد هو إجراء دراسة علمية عميقة مستفيضة حول المقروئية في الجزائر، وأعتقد شخصيا أن الأمر هام جدا، لأنه يهم الناشرين مباشرة. لحد الآن لا نعرف عن واقع المقروئية في الجزائر شيئاً.. نحن نطبع الكتب بأعداد غير مدروسة وإنما هكذا جزافاً. علينا أن نعرف حجم القراءة في الجزائر.. خاصة الكتاب الأدبي..من يقرأه؟؟ وما هي اهتمامات القارئ الجزائري، هذا البحث سنخصص له فرق بحث تضم مختصين في النشر، في علم الاجتماع وفي علم النفس حتى نعرف حقيقة المقروئية في الجزائر. بالنسبة لي، سأولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع.. كذلك سيكون هناك دعم للكتاب الأدبي لفائدة مؤلف هذا النوع من الكتب، لا سيما الشعر لأن أبناءنا بحاجة إلى الشعر لتكوين ملكة الأحاسيس والذوق العام.. أقول إن هذا المركز سيكون خيراً على الكتاب والكتّاب وعلينا جميعا أن نقدم له المساعدة في بدايته.