وزير الداخلية يدعو الولاة إلى قطع دابر التزوير؟! وحنون تدعو بوتفليقة إلى عدم السماح بالتزوير كما حدث في الانتخابات السابقة؟! وأبو جرة يدعو إلى تكوين جبهة وطنية ضد التزوير؟! وإذا كانت الداخلية وأحزاب الحكم تدعو إلى عدم التزوير.. فإننا لابد أن نتساءل عن طبيعة من يقوم بالتزوير هذا إذا لم تكن الأحزاب التي استفادت من هذا التزوير التي قامت به وزارة الداخلية أساسا؟! وعندما تقول حنون إنها لن تسكت عن التزوير هذه المرة وستنزل إلى الشارع فذاك يعني أنها تحولت بالتزوير إلى قوة سياسية في البلاد ولذلك سكتت في الماضي.. وتريد في المستقبل أن تزيد في حصتها من التزوير وإلا لجأت إلى الشارع؟! هكذا كان التزوير في الماضي عند حنون يخدم المصلحة العليا للبلاد! وإذا كانت الأحزاب والحكومة (الداخلية) تشكو من التزوير فمن يقوم يا ترى بهذا التزوير؟! أغلب الظن أن الشعب هو الذي يقوم بهذا التزوير؟! والمطلوب محاربته بجبهة وطنية تقودها حمس.. أو "تقودها" حمس للمزورين!؟ الحكومة القائمة بكامل وزرائها.. والبرلمان القائم بكامل أعضائه والأحزاب الفاعلة والمفعول بها في الساحة السياسية هم جميعا ثمرة من ثمرات التزوير! ولولا التزوير ما كان لهؤلاء أن يكون لهم أي وجود في السياسة أو الحكم أو النيابة؟! ولو كان هؤلاء جادين في محاربة التزوير لغادروا أماكنهم في الحين باعتبارهم الثمار المرة للتزوير؟! فهل وزير الداخلية كان من الممكن أن يكون وزيرا للداخلية لو لم يكن التزوير في الانتخابات وغير الانتخابات! الصراع الجاري الآن بين "عرائس الموبيتشو" في الساحة السياسية وفي البرلمان وفي الحكومة الهدف منه ليس إجراء انتخابات حرة توصل إلى البرلمان والحكومة من يرضى عنهم الشعب.. بل الهدف من هذا الصراع الوهمي هو الخلاف حول شكل "الكوطة" التي ستوزع بها مقاعد البرلمان القادم والحكومة القادمة.. لأن الجزائر لا يمكن أن تحكم بدون تزوير في المنظور السياسي القريب.. لأن عدم التزوير معناه التغيير.. ولا أحد من الرهوط الموجودة في مؤسسات الدولة والأحزاب يريد التغيير على الأقل في الوقت الحاضر. لذلك فإن تصريحات الداخلية وأحزاب التزوير للحياة السياسية عن التزوير ومحاربته تبدو مضحكة ومدعاة للتندر السياسي وغير السياسي!