يبدو أن زلات حكام تونس الجدد مازالت متواصلة .. فمنذ فترة تجرأ الغنوشي هنا بالجزائر على القول إنه لم يأت لتصدير الثورة هنا ولا لإعطاء الدروس للجزائريين، ناسيا أنه في جزائر نوفمبر 54 ومهد الثورات التحررية.. واليوم يتجرأ المرزوقي ويوجه كلاما مسموما إلى الجزائر بنصحها بتمكين الإسلاميين من الحكم. أقول للمرزوقي: اقبل إن شئت أن تكون إزارا لأسيادك في تونس، وأن تكون عبدا لأمير قطر، وأن يحكم إسلاميو تونس بك ليمسحوا فيك لاحقا “الموس”، فإن نجحت كان النجاح لهم، وإن فشلت تتحمل وحدك مسؤولية فشلك. اهتم يا المرزوقي بنفاقك وتحولك من النقيض إلى النقيض بارتمائك في حضن الإسلاميين، أما الجزائر فهي أعلى منك ومن حساباتك الطفيلية، والإسلاميون عندنا وصلوا إلى السلطة منذ عشرين سنة، لما كنت أنت لاتزال “فأرا” في مخابر الغرب يعدونك لمثل هذه الأدوار، أدوار الكومبارس، وتحسب نفسك أنك رجل حكم مثلما كنت تحسب نفسك على المعارضة، وفي الحقيقة لا أنت هذا ولا ذاك، بل فقط وسيلة لتنفيذ مخططات أعدت في مخابر الغرب وتنفذ اليوم بفتاوى القرضاوي وبصكوك إمارة قطر، الإمارة التي تبني باليد الأخرى مستعمرات في إسرائيل. يا المرزوقي، اهتم بنفسك وبمصيرك وبتلوناتك، فقد قبلت تغيير خطابك من أجل السلطة التي لم تملك منها شيئا الآن، فأنت مجرد واجهة لا تملك حتى سلطة تعيين أو إقالة وزير من وزرائك. ومن قال لك إن دماء الجزائريين سالت لما مُنعت جبهة الإنقاذ من الوصول إلى السلطة؟ الدماء بدأت تسيل والعنف الإسلاموي غزا الشارع بمجرد اعتماد الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي كان اعتمادها مخالفا للدستور، الذي كان ينص على ألا تؤسس الأحزاب على أساس ديني أو عرقي أو جهوي. لتجرب أنت حكم الإسلاميين، ومن تجربتك نستفيد ونستخلص الدروس، ونحدد إن كان الحكم الإسلاموي هو اللائق بنا أم لا.. ثم، أليس علي بلحاج من قال إن الديمقراطية كفر، وإن انتخابات 91 ستكون آخر انتخابات في الجزائر؟ كيف يسمح لأناس بهذا التطرف أن يغرقوا البلاد في الفوضى. العنف لم يكن وليد وقف المسار الانتخابي، بل الجبهة الإسلامية وبتمويل من السعودية كانت تسلحت وأعدت “الكازمات” والمخابئ التي استعملها المجاهدون أثناء ثورة التحرير وجهزت نفسها لقلب نظام الحكم، وتأسيس الجمهورية الإسلامية، مثلما أسس الخميني الجمهورية الإسلامية في إيران، وتذهب وقتها الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة إلى الجحيم. وفر فتاواك لنفسك، فأنت أكثر منا حاجة إليها يا المرزوقي، لما يحضّر الغنوشي رجاله ويدربهم على أساليب الحكم ويرمي بك إلى مزبلة التاريخ، تماما مثلما فعل الخميني مع مثقفي إيران عندما صفاهم بالقتل والسجن...