اجتمع كل من إهمال أطباء مستشفى زميرلي بالعاصمة وعدم تحملهم للمسؤولية، لجعل من حالة رضوان، البالغ من العمر 30 سنة، مأساة بكل معنى الكلمة. فبعد أن تقيحت الرجل اليمنى للشاب المشلول وقطعت نتيجة استهتار الأطباء المضربين في قطاع ولد عباس، تلفت الأخرى بعد أن زودوها بمثبت دون علاج كسر عظامها. كما استاء والده من معاملة المسؤولين في المستشفى الذين رفضوا إبقاء ابنه لأكثر من يومين بعد إجراء العملية. يعاني رضوان ربيعي، البالغ من العمر 30 سنة، من شلل أطرافه السفلى بعد سقوطه من الطابق الثالث بمنزله، إثر تعرضه لأزمة عصبية حادة، غير أن حالته ازدادت سوءا قبل 8 سنوات حين أصيبت قدمه اليمنى بتقيح نقل على إثره إلى مستشفى زميرلي.. أين بدأت قصة معاناته. الإضراب تسبب في قطع رجله رفض أطباء زميرلي المضربون النظر في حالة “رضوان” والكشف عن رجله، فقد اكتفى أحدهم بطلب نقله للبيت والاعتناء به هناك، بعدما وصف له دواء يعمل على إخراج القيح للسطح ليسهل علاجه، غير أن هذا الدواء وقلة إمكانيات الأب، إضافة إلى غياب الرقابة الطبية، أدت إلى زيادة التقيح والتعفن لدرجة تمزق عضلات الرجل اليمنى بأكملها. ولدى ملاحظة الأب للآثار الجانبية لهذا الدواء تكررت زياراته للطبيب الذي لم يجد حلا سوى خياطتها لمرات عديدة، غير والده أكد أن هذه الأخيرة لم تستطع مقاومة المفعول القوي للدواء الموصوف، ليفاجأ بعد أيام بمكالمة هاتفية من الطبيب المعالج في تمام منتصف الليل، طالبا منه تصويم ابنه ليقطع رجله في اليوم الموالي.. مثبت لرجل بعظام مكسورة أضاف الأب قائلا إن عملية ابنه أجريت في قسم الاستعجالات، وأخرج من المستشفى بعد يومين فقط بداعي نقص الأسرّة، ليتعرض “رضوان” بعدها لنوبة عصبية أخرى في البيت أدت إلى وقوعه من السرير وكسر رجله الأخرى. غير أن الأطباء، مرة أخرى، لم ينظروا في حالته إلا بعد مرور أربعة أيام من مكوثه في ذات المستشفى، ليقرر الطبيب بعدها وضع مثبت في رجله، ما زاد من تعقيد حالته، فكرسيه المتحرك لم يعد يسعه وعجز أبويه عن تحريكه لتنظيفه، ما أدى إلى تآكل جلده بفعل الفضلات المتراكمة على سطحه. كما أن هذا المثبت لم ينقص من حدة آلام “رضوان”، ما دفع والده إلى عرضه على عدة أطباء، أكدوا له بالأشعة أن المثبت لا داعي له وأنه وضع بطريقة خاطئة دون علاج العظم المكسور، وشددوا عليه بضرورة نزعه. ولما واجه الأب الطبيب بالأشعة الجديدة التي تثبت خطأه قام بسرقة هذه الأخيرة منه، وقام بالتهرب بمشاركة زملائه من الضحية في كل مرة يقصد فيها المستشفى. الموت أهون من العلاج في “زميرلي” “أفضل رؤية ابني ميتا على أن أعود به إلى مستشفى زميرلي”، تلك هي العبارة التي رددها والد رضوان عدة مرات، مضيفا أن المستشفى الذي يحرم مرضاه من سيارات الإسعاف، ويفضل تنقلهم إليها فوق باب خشبي على متن سيارة لبيع الخضروات طيلة 8 سنوات لا يرقى - حسب قوله - ليكون هيئة صحية. كما امتعض الأب من قرار الأطباء بإخراج المريض بعد يومين من إجراء العملية مهما كانت حساسيتها بداعي نقص الأسرّة، ما اضطره للعب دور الممرض رفقة زوجته تاركا وراءه عمله وانشغالاته الأخرى. فأين هو ولد عباس ليرى ما يحدث في قطاعه من إهمال وأخطاء وكوارث؟! وفي ذات السياق، يطلب والد رضوان من المحسنين مساعدته بأي شيء يمكن أن يطعم به ابنه أو يساعده في علاجه، بعدما فقد عمله وعجز عن شراء الأدوية والضمادات لابنه.