ما الفائدة من سياسة تخاف الثلج، وسياسيين لا يقوون على الخروج من تحت اللحاف بمجرد نزول الزئبق إلى درجة الصفر؟! كل شيء معطل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في الجزائر، وليست مناسبة المولد النبوي الشريف السبب وحدها، بل برودة الطقس ونزول الثلوج في أغلب مناطق الوطن الشمالية، ومعه انقطعت الحركة بين الولايات، ودخلت البلاد في شبه عزلة لانقطاع الطرق وانقطع تموين العاصمة بالخضر والفواكه، وأوصدت أغلب المحلات أبوابها خوفا من البرد. فماذا لو أصابنا ما أصاب أوروبا من عواصف وثلوج فاقت المتر، فهل سنموت جوعا، خاصة وأننا لم نكن مستعدين لمثل هذه العواصف؟ فأحيانا نغرق في شبر ماء، وأحيانا ندفن تحت حفنة من الثلج، لأننا نعيش بلا تخطيط في حياتنا، ولا نكترث لما يكون عليه الغد، فيكفي أن بضعة سنتيمترات من الثلج سقطت في أعالي العاصمة حتى وجدنا أنفسنا مشلولين، فسدت كل المنافذ وتوقفت الحياة.. ربما ما زاد في هذا الجمود هو النداءات الموجهة إلى المواطنين لكي يلتزموا بيوتهم تجنبا لحوادث المرور التي قد تخلفها حركة المرور، خاصة وأن السائقين لم يتعودوا على القيادة في مثل هذه الأحوال.. ربما هذا خفف من حوادث المرور، لكنه أدخل البلاد في جمود. كمية الثلج هذه فرضت على جاب اللّه مثلا تأجيل مؤتمره التأسيسي وأعاقت غيره من التشكيلات السياسية فتوقف نشاطها وهذا دليل على أن كل شيء واه في هذه البلاد، بلاد وأحزاب لا تستطيع مقاومة زخات مطر وثلج كيف لها أن تقاوم ما هو أعتى؟ كيف لها أن تقاوم ما تواجهه البلاد من تحديات؟ وكيف لنا أن ننتظر من هؤلاء خيرا، إذا هم لم يقووا على مقاومة ظروف طبيعية ليست بهذه القساوة؟ رغم ذلك، نستبشر خيرا بهذا البياض الذي افتقدناه ونحمد اللّه أن غيث اللّه تساقط قبل صلاة الاستسقاء التي دعت إليها وزارة غلام اللّه، كي لا تحسب بركات هذه النعمة في تقارير إنجازات وزارة في حكومة أويحيى، التي عجز بعض مسؤوليها عن إدارة أزمة تسببت فيها سنتيمترات من الثلج.