تعيش العديد من العائلات عبر القرى والمداشر النائية بولاية الشلف، خصوصا بالجهة الشمالية والشمالية الغربية للولاية، في عزلة تامة، نتيجة للثلوج الكثيفة التي تغطي المنطقة فضلا عن عدم صلاحية المسالك وعزوف الكثير من الناقلين على المغامرة بالدخول إلى مسالك غير محمودة العواقب. ناشدت العديد من العائلات القاطنة بمنطقة “لغمولة لحجر”، النائية والتابعة إداريا لدائرة الزبوجة شمال عاصمة الولاية، السلطات البلدية لفك العزلة المفروضة عليهم، نتيجة لانقطاع السبل بهم، حيث تعطلت الكثير من مصالحهم وأشغالهم اليومية، فضلا عن نقص المؤونة وغاز البوتان، وكذا المواد الغذائية. ونفس الأمر تعيشه العائلات ببلديات وادي قوسين، بني حواء، مصدق وتاوقريت، حيث عرف الطريق الولائي رقم 34 الرابط بين بلدية الزبوجة وبني حواء انقطاعا كليا، وهو ما تسبب في وفاة امرأة حامل نتيجة لعدم وجود مسلك بديل لنقلها للمستشفى. كما شهد الطريق الولائي رقم 74 الرابط بين مصدق وتاوقريت شمال عاصمة الولاية نفس الوضعية، نتيجة لارتفاع مستوى الثلوج التي بلغت بالجهة 1 متر، وهو ما تسبب في انسداد كلي للمسالك الرابطة بين مختلف مداشر البلدية. كما توقفت معظم الخطوط الطويلة الرابطة بين الولاية وولايات الشرق الجزائري، على غرار خطوط تبسة، جيجل، وكذا مدينة بسار والبرواڤية بالمدية، نتيجة لتخوف سائقي حافلات الخطوط الطويلة من المغامرة في مسالك أضحت خطيرة مع تواصل تساقط الثلوج بشكل مكثف. وفي سياق متصل، تسببت الوضعية في عدم التحاق العديد من تلاميذ المدارس بالجهة الشرقية لعاصمة الولاية، كبلديات بني راشد، الكريمية وبني بوعتاب، الواقعة في مرتفعات جبال الونشريس بسبب وعورة المسالك الجبلية وعدم قدرة التلاميذ المتمدرسين على الوصول إلى مؤسساتهم التربوية. كما تسببت هذه الوضعية في نفاد مخزون العائلات القاطنة بهذه المناطق من المواد الغذائية وكذا غاز البوتان، حيث وجدت هذه العائلات نفسها مجبرة على اللجوء إلى الطرق التقليدية في الطهي بالاعتماد على الحطب والاستنجاد بالحيوانات للخروج من قراها ومداشرها الموزعة عبر الأقاليم الشمالية للولاية، وأدى التساقط الكثير للثلوج والأمطار الغزيرة التي أعقبت الظاهرة التي لم تعرفها الولاية منذ أكثر من 20 سنة، إلى تسرب المياه إلى بيوت العديد من العائلات ببلدتي سيدي عكاشة وسيدي عبد الرحمن، التابعتين إداريا لدائرة تنس الساحلية.ونتيجة للثلوج الكثيفة المتساقطة على الولاية وقعت العديد من حوادث المرور والحوادث المنزلية، والتي كان منها إصابة 14 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة لحالات التصادمات التي عرفتها الطرق الوطنية والولائية وحتى الطريق السيار، فضلا عن 4 حالات اختناق لغاز ثاني أوكسيد الكربون ببلدتي الهرانفة، وأولاد بن عبد القادر. كما انفجرت قارورة غاز بوتان بمنزل أحد الأشخاص ببلدية أم الدروع عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية، وأدت إلى إصابة شخصين يبلغان من العمر 25 و35 سنة بجروح خطيرة، تم نقلهما إلى العيادة المتعددة الخدمات بوادي الفضة.