تحديد قمة الاتحاد المغاربي قبل نهاية السنة الجارية كشف وزير الخارجية، مراد مدلسي، أن غلق الحدود بين الجزائر والمغرب لايزال على سابق عهده، ولم يتخذ أي قرار بشأنه في اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى أن “الأمر ليس (طابو) ونحن نعالجه بروية”، كما تعمد الوزراء عدم إدراج قضية الصحراء الغربية وإبقائها في إطارها الأممي للتقدم في تفعيل هيكل الاتحاد في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة. ونفى الوزير وهو يرد على أسئلة الصحافة عقب فراغ وزراء الخارجية المجتمعون في دورتهم 23 بالرباط، مساء أول أمس، أن “الأمور لم تتغير ولايمكن أن تتغير بين ليلة وأخرى، نحن نتحدث في الموضوع وحتى الآن ليس هناك أي جديد”. واختار مدلسي وهو يرد على ذات الأسئلة التي وجهت إليه من طرف الصحافة المغربية مرارا، عبارات شعبية للتعبير عن عدم استباق الأمور والترويج لها في غير اتجاهها الصحيح “يزّينا من الهدرة، نحن ننتظر الفعل”. وقد عكس تمسك الجزائر بالإبقاء على الحدود مغلقة منذ سنة 1994، عوامل داخلية وخارجية أهمها على الإطلاق النتائج الثورة التونسية وخاصة الليبية التي ساهمتا في تدفق أعداد هائلة من النازحين من ليبيا باتجاه الجزائر، فضلا عن نزوح المئات من التوارڤ تشهد الجزائر على مستوى منطقة الساحل من جهة شمال مالي الذي اهتز بسبب تمرد الحركة المسلحة لتحرير الأزواد، ما يجعل التفكير في فتح الحدود بين المغرب والجزائر أكثر صعوبة من السابق، خاصة وأن الحدود الغربية للجزائر ستشهد في حالة تحريرها تدفقا للتجار والسلع، الأمر الذي سيزيد من الضريبة التي ستدفعها الجزائر وهي التي تواجه مشاكل البطالة والسكن وغيرها من المشاكل المتصلة بالجانب الاجتماعي بالدرجة الأولى. وقد جعلت أولوية إحياء الاتحاد المغاربي، وزراء خارجية بلدان المغرب العربي لا يدرجون قضية الصحراء الغربية في جدول أعمال الدورة، وتركها في إطارها الأممي لتسويتها. وقال وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني في رده على سؤال لصحيفة مغربية “إننا لم نتكلم عن قضية الصحراء الغربية” وتعمد العثماني تقديم الإجابة مصحوبة بابتسامة. وتناول مدلسي الكلمة من جديد ليؤكد أن الجزائر تمكنت من إقناع دول الاتحاد المغاربي لعقد اجتماع وزاري حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في الأسابيع القليلة القادمة بالجزائر، تدرس خلاله السياسات الإقليمية للأمن ومكافحة الارهاب والآفات الأخرى التي تهدد الجميع وفي مقدمتها الجزائر على الحدود الغربية وباتجاه الساحل الذي تحول إلى مسرح لتجارة السلاح. وقال مدلسي إن الجزائر صاحبة نظرة خاصة بالخطر الأمني، وهو أمر يؤكد بطبيعة الحال اعتماد دول كبرى وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا على الدور المحوري للجزائر في معالجة القضايا المتصلة بالإرهاب في المنطقة، بحكم التجربة التي اكتسبتها في حربها ضده خلال عشرية كاملة من الدم. كما كشف أن قمة 5 + 5 ستعقد يوم الإثنين بالعاصمة الإيطالية روما، مشيرا إلى أن ممثلي دول المغرب العربي سيشاركون في هذه القمة بنظرة موحدة الطرح للمشاكل والحلول الخاصة بالهجرة والتهريب والجريمة، حتى يكونوا قوة طرح أمام الأطراف الأجنبية للدول الخمس للضفة الشمالية لحوض المتوسط. ومن النقاط الإيجابية التي خرج بها وزراء الخارجية لدول الاتحاد، هو عقد قمة الاتحاد قبل نهاية السنة الجارية، وهذا للإسراع في تفعيل الاتحاد وهياكله وترجمة الجهود على أرض الواقع وتدارك التأخر المسجل في هذا المجال. وكما كان متوقعا، لم تطرأ أي مستجدات متصلة بالقضية الصحراوية، حيث لم تدرج في أشغال الدورة ولم يتم التطرق لها خلال الاجتماع”.