هدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، بإعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين طرابلس وجيرانها ممن يستقبلون وجوه النظام السابق، في إشارة إلى الجزائر التي تستقبل زوجة القذافي وثلاثة من أبنائه لدواع إنسانية وكذلك تونس التي رفضت تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي بالإضافة إلى النيجر التي منحت اللجوء للساعدي القذافي نجل الزعيم الراحل. قال عبد الجليل في مؤتمر صحافي بطرابلس “نشدد على أن علاقاتنا مع الدول المجاورة ستقوم على الموقف الذي ستتبناه حين يتصل الأمر بتسليم مجرمين وأشخاص ملاحقين”. وأضاف عبد الجليل أن “علاقاتنا المستقبلية ستستند إلى مستوى تعاون هذه الدول حول هذه القضية”. كما اتهم عبد الجليل دولا مجاورة من دون أن يسميها بأنها “ملجأ لأعداء للشعب الليبي وبتجاهل طلبات المدعي الليبي بهدف تسليمهم”. مضيفا “ويا للأسف، فإن هذه الدول لم تقم بأي تحرك قضائي” ولم تمنع أنصار النظام السابق من ارتكاب أعمال عنف وجرائم ضد الشعب الليبي. ويقصد عبد الجليل كل من الجزائروتونس والنيجر، حيث استقبلت الجزائر زوجة القذافي وابنته عائشة ونجليه محمد وهانيبال منذ نهاية أوت الماضي وذلك لدواع انسانية حيث كانت عائشة القذافي حاملا... وفي نوفمبر، أعلن رئيس النيجر محمدو إيسوفو أن بلاده منحت الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، اللجوء “لدواع إنسانية”. وفي بداية فيفري، طلب المجلس الانتقالي من النيجر تسليمه الساعدي القذافي بعدما وعد في حديث إلى قناة العربية بالعودة إلى ليبيا، ودعم بعض الحركات ضد النظام الجديد في ليبيا ورفضت النيجر الطلب الليبي “لغياب محاكم قضائية محل ثقة”. كما يتواجد حاليا رئيس الوزراء الليبي في عهد القذافي، المحمودي البغدادي، في تونس حيث تم إلقاء القبض عليه في أوائل سبتمبر 2011 بالمعبر الحدودي عين الكرمة. وقد أصدر القضاء التونسي خلال الشهر الجاري قراراً قضى بموجبه بعدم سماع الدعوى المرفوعة ضد رئيس الوزراء الليبي السابق، البغدادي المحمودي، الذي يحاكم منذ أشهر بتهمة الدخول بشكل غير قانوني إلى الأراضي التونسية، وأمر القضاء بإطلاق سراح المسؤول السابق في حقبة العقيد الراحل معمر القذافي.