تشهد العلاقات الجزائرية الليبية انفراجا محسوسا على خلفية الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الجزائريون إلى هذا البلد. فبعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية مراد مدلسي، حيث التقى نظيره الليبي ورئيسي الحكومة بالإضافة إلى رئيس المجلس الانتقالي، يستعد وزير الداخلية، ولد قابلية، التنقل إلى ليبيا نهار اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومين بهدف مناقشة ملف تأمين الحدود البرية بين البلدين رفقة وزراء داخلية دول المنطقة. ذكرت، أمس، وزارة الداخلية والجماعات المحلية، في بيان لها، أن “الوزير دحو ولد قابلية سيتوجه اليوم إلى العاصمة الليبية طرابلس للمشاركة في أشغال المؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الحدود، بدعوة من نظيره الليبي”. وأضاف البيان أن “هذا المؤتمر الهام الذي سيدوم يومين تمت الدعوة إليه عدة بلدان أخرى معنية بهذا الموضوع لحضوره”. وأشار بيان الداخلية إلى أن هذا المؤتمر الوزاري يهدف إلى “تعزيز التعاون في مجال تأمين المناطق الحدودية”. ويأتي هذا اللقاء الذي يمثل فيه الجزائر وزير الداخلية بعد أيام قليلة فقط من تنقل وزير الخارجية مراد مدلسي الأسبوع المنصرم إلى طرابلس في أول زيارة رسمية لمسؤول جزائري منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، حيث تشهد العلاقات الجزائرية الليبية تطورا ملحوظا بعد أن مرت بمرحلة صعبة، حيث من المقرر أن يقوم كبار المسؤولين في ليبيا والجزائر بزيارات متبادلة في محاولة لاستعادة التعاون في مجال مكافحة تهريب الأسلحة في منطقة الساحل. ويرى المتتبعون للشأن المغاربي أن التعاون بين الدولتين يعتبر مهما لوقف تهريب الأسلحة بما في ذلك مواجهة عناصر تنظيم القاعدة الذين يتخذون من منطقة الساحل ملاذا آمنا، حيث تفاقمت أوضاع المنطقة أكثر بسبب انعدام الاستقرار الذي أعقب سقوط نظام القذافي. وقد صرح ولد قابلية في وقت سابق أن “المهم في هذه المسألة هو أمن الحدود والاستقرار في ليبيا لأن انعدام الاستقرار سيكون له تداعيات على الجزائر”، وأضاف أن “الجزائر ستستقبل وزير الداخلية الليبي قريبا” وأن “هناك زيارات مماثلة مقررة سيقوم بها مسؤولون جزائريون لليبيا”.