نوه المخرج السينمائي أحمد راشدي، خلال الندوة التي نشطها أول أمس بقاعة الأطلس بباب الوادي في العاصمة، إلى الضعف الذي تعاني منه السينما الجزائرية، لاسيما في مجال إنتاج الأفلام التاريخية المتعلقة بالثورة التحريرية والشخصيات التي اقترن اسمها بصنع التاريخ الجزائري عبر الزمن، وكذا فترات الإحتلال والمقاومة على حد سواء. وانتقد راشدي دور المخرجين الجزائريين في إبراز التاريخ الجزائري بشكل جدي، معتبرا مجمل الأعمال التاريخية التي أنتجتها السينما الجزائرية لحد الآن تتسم بالسطحية وعدم غوصها في تناول أحداث كثيرة بالإضافة إلى قلتها، وأضاف:”لم نتعمق في إنتاج السينما التاريخية التي لم تستطع الإلمام بمختلف جوانب التاريخ الجزائري وأمجاده في أعمالها”، معتبرا دورها في التعريف بتاريخ النضال الطويل في الجزائر شيئا ناقص لأنه، ولسبب بسيط، على ذلك الثورة التحريرية التي لم توف أيضا حقها ما عدا بعض الأفلام كفيلم “مصطفى بن بولعيد”، إلى جانب تجاهل أسماء بارزة سجلت حضورها في الذاكرة العالمية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه ليس من العادي ألا نفكر في إنتاج فيلم سينمائي أو وثائقي حول القديس سانت أوغيستان، أو الشخصية النسوية كاهنة، أو تغييب مراحل مهمة من التاريخ في مواضيعها كالفترة العثمانية بالجزائر خلال القرن ال18، مؤتمر الصومام، إضافة إلى وجود عدة طابوهات تمنع معالجة زوايا الموضوع المختار بشكل دقيق كالدين والسياسة وغيرها، داعيا في هذا الإطار المخرجين والمنتجين في الحقل السينمائي إلى تعميق الرؤية حول الإنتاج الذي يتناول الذاكرة الوطنية لأنه - حسب المتحدث - بمثابة واجب رغم النظرة المختلفة لكل واحد منهم حول القضايا التاريخية. على صعيد آخر رفض صاحب رائعة “الأفيون والعصا” فكرة تغذية الذاكرة الوطنية من الخارج في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسينية للاستقلال التي انطلقت تحضيراتها في فرنسا منذ فترة طويلة، بعديد الأعمال الموجهة لتمجيد الاستعمار وتوضيح الرؤية حول حرب فرنسا مع الجزائر في القرن الماضي في حين لم تبدأ في الجزائر، حيث يعتقد المتحدث أنه من الواجب استغلال هذه الفترة لتمجيد الثورة الجزائرية من خلال 230 مشروع تم تقديمه إلى وزارة المجاهدين و ووزارة الثقافة.