تحل السينما الجزائرية ضيفة شرف على تظاهرة سينمائية كبرى تنظمها جمعية"أفلام" التي تعنى بالسينما العربية وذلك بمدينة مرسيليا وكذا بثماني مدن أخرى في جنوبفرنسا، في الفترة الممتدة بين الأول والسادس من الشهر الجاري. ومن المنتظر أن تشهد التظاهرة عرض 40 فيلما كنماذج مختارة تعكس تاريخ السينما الجزائرية عبر مختلف مراحل تطورها، بداية من ظهورها في الجبال في 1958 خلال الثورة التحريرية، ثم تطورها السريع من خلال العديد من الأعمال التي صورت حركة التحرر الوطني وأبطاله، ثم دخلت عليها في السبعينات المعالجات الاجتماعية وقضايا المرأة والأسرة وشروط العيش في الريف كما في المدينة لاحقا وما يمثله ذلك من مصاعب في المجتمع الجزائري الناهض. كما شهدت في مطلع الثمانينات ولادة جيل جديد من المخرجين ممن يعيشون في الجزائر أو ممن هاجروا إلى فرنسا، والذين صوروا الكثير من الأعمال التي تناولت بشكل خاص قضايا الهجرة. وكذا فترة التسعينات حيث كاد الإنتاج السينمائي ينعدم بسبب تراجع دعم الدولة وغلق قاعات السينما ثم دخول الجزائر في حقبة المأساة الوطنية التي شهدتها فترة تسعينيات القرن الماضي. وقد جاءت الفترة الأخيرة التي عادت فيها السينما الجزائرية إلى الواجهة، على يد جيل جديد من السينمائيين المليئين بالرؤى والتطلعات، والذين يقدمون سينما جزائرية جديدة تسجل حضورا قويا عبر أهم المهرجانات السينمائية الدولية. ومن بين أهم الأفلام التي ستعرض عدد من الأعمال التي باتت تاريخية في مسار السينما الجزائرية على غرار "الخارجون عن القانون" لتوفيق فارس، و"تحيا يا ديدو" لمحمد زينات، و"المعذبون في الأرض" لأحمد راشدي... إضافة إلى الأعمال الوثائقية وعدد من الأفلام القصيرة المختارة بعناية ولقاءات أدبية ومعارض صور وعروض مسرحية. وتنظم بالمناسبة طاولة مستديرة حول الأدب المعاصر في الجزائر بمشاركة ماري فيرول مسؤولة مطبعة مرسي التي تصدر مطبوعة "الجزائر الأدبية" في باريس، كما ينظم لقاء مع الكاتبة ميساء باي، ومعرض الصور الذي يحمل عنوان "ضفاف"، حيث يجمع مصورين جزائريين. وستشهد المناسبة عرض أول لفيلم "حراقة" للمخرج الجزائري مرزاق علواش الذي يصور ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائري باتجاه الساحل الأوربي بحثا عن سراب الجنة الاوربية، يكون متبوعا بعرض أول فيلم طويل لنفس المخرج وهو "عمر قتلتو" الذي حقق شهرة منقطعة النظير بعد عرضه في 1976 لتناوله مشاكل الشباب في جزائر ما بعد الاستقلال. ومن بين الأفلام التي ستعرض بالمناسبة ايضا فيلم "القلعة" لمحمد شويخ، "حسان طيرو" لمحمد لخضر حمينة، "أيام تويست المجنونة" لمحمد زموري، "قبلة" لطارق تقية، "الصين لا تزال بعيدة" لمالك بن صالح، "مسخرة" لالياس سالم. يذكر أن هذا المهرجان الفرنسي هو الثاني الذي يحتفي هذا العام بالسينما الجزائرية بعد مهرجان "فاميك" في منطقة اللورين الذي احتفى بالسينما الجزائرية.