أشار الكوميدي حميد عاشوري، إلى وجود ضعف في إنتاج الأعمال المسرحية الموجهة للطفل عندنا، معللا أسباب هذا الضعف إلى غياب التكوين بالنسبة لكتاب المسرح. وأقر المتحدث، في تصريح له ل”الفجر”، على هامش العرض المسرحي المتنوع الخاص بالأطفال، والذي عرض عشية أول أمس بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، أن مسرح الطفل الجزائري يعاني جملة من العوائق ساهمت بشكل كبير في غيابه عن الساحة الفنية الوطنية. ونوه عاشوري بالجهود المبذولة من قبل الفاعلين في المسرح، في محاولة منهم لتدوين هذا النوع من العروض في الساحة الوطنية، إلا أن الواقع لا يبعث على التفاؤل باعتبار تهميش كثير من الأعمال في مختلف الأصعدة، على غرار نقص وسائل الحركة، العناصر المكونة للعمل والتي أصبحت تعتمد على إمكانات بسيطة وأشياء تقليدية لا يمكن أن تؤدي دورها بأحسن صورة، بالإضافة إلى اعتمادها على نصوص مقتبسة ومترجمة من النصوص الأجنبية التي لا تتلاءم وطبيعة الطفولة في مجتمعنا، وكذا غياب ثقافة التعامل النفسي مع الطفل الذي يحتاج قبل العرض إلى تهيئة قبلية تساعده في فهم العمل والتجاوب معه. كما نوه في هذا الإطار إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدول الأجنبية والعربية فيما يخص التحضير النفسي الذي يعده مختصون ونفسانيون في النص والعرض الفني على حد السواء، إلى جانب تحديث العمل وكتابة نصوص خاصة تتماشى وذكاء هذه الشريحة الحيوية من المجتمع، داعيا في نفس السياق إلى الاستلهام من هذه التجربة وتوظيفها حسب تقاليد وخصوصيات المجتمع الجزائري، وذلك بنقل الخبرة إلى القائمين على شؤون الفن الرابع المخصص للطفولة ببلادنا، بهدف تعزيزه وتعميمه وكذا تطويره من جميع الجوانب.. حتى لا يبقى حبيس النصوص المقتبسة والخشبة التقليدية. للإشارة فإن العرض الفني المنوع الذي قدمته الفرقة التي يرأسها حميد عاشوري يدخل ضمن فعاليات أيام مسرح الطفل في مرحلتها الثانية، والتي تمتد من 1 إلى 14 من الشهر الجاري بتلمسان.