تسببت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي اجتاحت مناطق العاصمة خلال 24 ساعة الأخيرة في خروج عشرات العائلات القاطنة في البنايات الهشة والقصديرية إلى الشارع، وهو ما عاشه سكان حي فلوجة القصديري الذين عاشوا ليلة أمس على أعصابهم جراء ارتفاع منسوب مياه الوادي الذي كاد أن يغرقهم لولا المناوبة الليلية التي قام بها شباب الحي لتفادي وقوع الكارثة. وحسب تصريح سكان الحي، فإنهم أجبروا على إخلاء سكناتهم خوفا من الموت تحت الردم في حال ارتفاع منسوب مياه الوادي وجرف معه هذه الأخيرة، خاصة وأنه سبق وأن جرف عدة سكنات وألحق أضرارا بهم وبمنازلهم الفوضوية. وأكد السكان أنهم بانتظار التفاتة السلطات المعنية لوضع حواجز على حافة الواد قبل حدوث كارثة إنسانية قد تودي بحياتهم، خاصة وأن الوادي دائم الجريان ويرتفع منسوبه كل فصل شتاء، ما جعل منازلهم المشيدة على ضفافه معرضة للانجراف في أية لحظة. وأحدثت الأمطار الغزيرة المتساقطة ليلة أمس حالة استنفار قصوى وسط الأحياء السكانية المتواجدة بمحاذاة الأودية، فضلا عن ركام الأوحال وانسداد البالوعات بسبب كميات الأمطار المتهاطلة التي كشفت سياسة البريكولاج المنتهجة في إنجاز المشاريع. واستنكر سكان حي فلوجة “التمييز” المنتهج في وضع الحواجز بالأودية التي عاش سكانها أياما سوداء خلال الأيام الماطرة ، غير أنهم في المقابل “لم يسجلوا أي تدخل رغم الاحتجاجات التي قاموا بها أمام مقر الدائرة الإدارية للحراش التي لم تأت بنتيجة إيجابية”.