يلجأ الكثير من الطلبة من سكان العاصمة أوالوافدين إليها من أجل الدراسة، إلى الاشتغال ببعض الأعمال بعد انتهاء الحصص الدراسية التي تتيح لهم استثمار وقت الفراغ وكسب المال. وبين تحقيق هذا الهدف واستغلال أرباب العمل حاجة هؤلاء لتشغيلهم دون تأمين أوضمان، قصص كثيرة. شبان من مختلف الولايات رفعوا شعار “خدام الرجال سيدهم”، جاءوا إلى العاصمة لأجل الدراسة والوصول إلى المستويات التعليمية العليا، غير أن الظروف أجبرت العديد منهم للاشتغال في أعمال مختلفة، معتمدين على أنفسهم لكسب المال في خطوة مبكرة نحو عالم الشغل، غير آبهين في كثير من الأحيان بنوعية هذا الأخير، فالمهم بالنسبة لهم هو عمل شريف بأوقات دوام تناسبهم، وبأجرة محترمة تكفيهم لتغطية حاجياتهم المختلفة. بعضهم قرر العمل المحلات التجارية، وآخرون اتجهوا للتسويق منهن فتيات قررن بيع مواد التجميل والترويج لبعض الماركات، من خلال التجول في الأحياء والبيوت، وأخريات لا تبالين أن تصبحن عاملات نظافة مساء، ما دام ما تجنينه كفيل لتمكينهن من مواكبة الموضة صباحا، فيما استثمر بعض الطلبة تمكنه من بعض الحرف والأعمال لاحترافها بغية جني المال. أهدافهم مختلفة والعمل واحد.. أجمع أغلب الشبان الذين التقيناهم أن هدفهم الأول من خلال العمل خارج الدوام الدراسي، هو بحثهم عن مصدر مالي إضافي لتغطية مصاريف النقل والدراسة وغيرها. وفي ذات الصدد، يقول مراد: أصبحت أخجل من طلب مصروفي اليومي من والدي، وبما أن المنحة الجامعية لا تكفي اتجهت للعمل كقابض في حافلة نقل عمومي مساء وفي العطل الأسبوعية. أما غنية التي تعمل كمساعدة لطبيب بيطري فتقول: “يستدعيني الطبيب في كل مرة يقترب موعد لقاح الدواجن، لأقوم بهذه العملية رفقة إحدى صديقاتي مقابل 1500 دج لليوم”، هذا المبلغ الذي أستغله في كثير من مستلزماتي، على غرار اللباس ونسخ المقررات الدراسية واقتناء الكتب كذلك. فيما يقوم بعضهم بتوفير المال الذي يجنيه ليرسله لأهله محدودي الدخل، حسبما أخبرنا به سمير، طالب بكلية العلوم السياسية والإعلام، الذي قال إنه يعمل جاهدا لمساعدة أهله الذين لا يقصرون معه، غير أن عسر حالهم لا يمكنهم من المساهمة في مصروفه. الفتيات أول المستفيدين من فرص التشغيل تبحث الشركات غالبا وأرباب العمل كذلك عن الفتيات إذا تعلق الأمر بتسويق منتجات التجميل والترويج لها. منية هي إحدى تلك الفتيات التي فضلت تسويق إحدى منتجات التجميل من خلال عرضها على النساء الماكثات بالبيت. وللحسناوات منهن الحظ الأوفر، حسب رأي العديد من الطلبة الذين يقرون بهذا الوضع. ومن جهتهن تقول بعض الفتيات العاملات في مجال تسويق منتجات التجميل إنهن تستمتعن بهذا العمل الذي يتيح لهن الاستفادة من تلك المنتجات أو على الأقل كسب خبرة في اختيار المواد المناسبة لهن. .. والإقامة الجامعية مطمع الشركات لتحقيق المنفعة الطلبة في الإقامات الجامعية معنيون أكثر من غيرهم، حسبما أطلعنا عليه عدد من شبان الولايات الداخلية للوطن والمقيمون في العاصمة لأجل الدراسة بجامعاته. ومن جهته يقول أحد الطلبة من الحي الجامعي بن عكنون:”إذا كان للشاب العاصمي امتياز في تواجده مع الأهل الذين يتحملون في الغالب مصاريف أكله وشربه وتعليمه، فإن أغلبنا يعتمد على نفسه في كل هذه الأمور”. ولما علم أصحاب الشركات بحاجة الشبان لعمل يشغل وقتهم بعد ساعات الدراسة، لتغطية بعض مصاريفهم الضرورية، اغتنم هؤلاء هذه الفرصة الموضوعة على طبق من ذهب لتشغيل هؤلاء الشبان في شتى الأعمال بأسعار زهيدة وبدون تأمين، هذا الأمر الذي لا يعيره الشباب أهمية في الوقت الذي يريح الكثير من أصحاب الشركات عناء ومصاريف التأمين، ما يجعل الأمر مصلحة متبادلة بين الطرفين، حسبما أخبرنا به كلا الطرفين.