يعيش أغلب متصدري القوائم التشريعية بولاية جيجل، هذه الأيام، في حالات من القلق والتوتر والاستياء بسبب الحصار المفروض عليهم من طرف المدعمين لهم في كسب الأصوات وبعض المحتالين الدين يبحثون عن الربح السريع، مقابل وعود جوفاء باستمالة أصوات عشيرتهم وأحبابهم وأصدقائهم. تفيد مصادرنا أن هناك العديد من الأشخاص المبتزين الذين يعرضون خدماتهم لاستقطاب أصوات الناخبين مقابل الحصول على مبالغ مالية تعد بالملايين، وتتكرر نفس العملية مع العديد من المترشحين، وهو ما يجسده التجوال السريع لهؤلاء الاشخاص من مداومة إلى أخرى. ووصل الحد ببعض الشبان البطالين بالمناطق الشرقية للولاية من تنظيم أنفسهم لجمع أكبر مبلغ مالي ممكن من جيوب رؤساء القوائم الذين يتنقلون إلى مناطق وأحياء هؤلاء الشبان. كما تتعرض مداومات المترشحين يوميا لهجوم كاسح للمتسولين الذين وجدوا ضالتهم في هذه الأيام مستغلين الفرص المناسبة لطلب مايريدون من المترشحين وإحراجهم وهم مجتمعون مع الزوار والمواطنين، ما يجعلهم يرضخون مرغمين لا أبطالا لطلباتهم، الشيء الذي أدى باصحاب المال إلى إخراج “الشكارة” والمترشحين البسطاء الى الاختفاء هروبا من هذا المنطق.. بعدما فشلوا في الإقناع بواسطة الشعارات الرنانة. كل هذا تسبب في ظهور منطق الشكارة للحصول على الأصوات خلال هذه الحملة، خاصة أن القوائم ال44 المشاركة في الانتخابات تضم مقاولين ورجال أعمال لا يهمهم المال بقدر ما تهمهم الحصانة والمقعد في قصر زيغود يوسف بالعاصمة. فمن بين رجال الأعمال المرشحين لهذه الانتخابات النائب السابق بلقاسم بوكعبور، الذي يترأس قائمة عهد 54 وهو أحد إطارات منظمة أبناء الشهداء وكذا الفلاحين وناشط بالحركة الجمعوية النسوية بمنطقة الطاهير، والمعول على عرش بني ايدر بالشقفة، رفقة المقاول الطاهر كيموش من عرش بني عافر، وهو نائب رئيس بلدية الشحنة عن حزب الأرندي والمنشق عنه في هزه الانتخابات، والذي يتصدر قائمة حركة الانفتاح، إضافة الى المقاول بن الصغير محمد، المنشق هو الآخر عن الأرندي، والذي يترأس قائمة الجبهة الديمقراطية، والمقاول بوكاف احسن، المتمرد هو الآخر على حزب تواتي الذي كان ضمن كتلته بالمجلس الشعبي الولائي، والمقاول بريغن احمد الشريف، وهو أحد إطارات الأرندي والمنظمة الوطنية لابناء المجاهدين على رأس اتحاد القوى الديمقراطية، بالإضافة إلى المقاول بولمناخر الربيع، على رأس الارندي بمنطقة الميلية التي تضم لوحدها 20 قائمة، والمقاول بوالثلج حسين بالطاهيرعلى رأس التجمع الوطني الجمهوري، في حين نسجل وجود طبيب واحد على رأس القوائم، ويتعلق الأمر بالطبيب خمار عمار، من منطقة الطاهير، على رأس حزب النور الجزائري. في حين أصغر مترشح الشاب عميرة فؤاد، البالغ من العمر 32سنة، من زيامة منصورية، على رأس الحزب الجمهوري التقدمي. أما عن الإعلاميين فنجد 03 أسماء، ويتعلق الأمر بنصرالدين دردور من إذاعة جيجل على رأس حركة الوفاق الوطني، واحسن قليل من جريدة “النصر”، على رأس الحركة الشعبية الجزائرية، والاعلامي تيجاني مريمش، على رأس القائمة الحرة “سبيل الحريات والعدالة”. وحسب المتتبعين لشأن تشريعيات ماي المقبل، فإن الخاسر الأكبر في هذه الاستحقاقات هما حزبا أويحيى وبلخادم على اعتبار الانشقاقات والتمردات من قبل الإطارات و”الأميار” في كلا الحزبين، الذين يتصدرون قوائم حزبية أو حرة، ما يعني أن الوعاء الانتخابي للافلان والارندي قد امتص بنسبة كبيرة، دون الحديث عن الغليان في أوساط المناضلين لرفضهم المترشحين.. كما يتخوف المتتبعون للشأن السياسي بولاية جيجل من عدم قدرة أي قائمة من ال44، تجاوز نسبة الإقصاء المقدرة ب 05 بالمائة، لتكون الولاية أمام إشكال قانوني في قانون الانتخابات أو حصول قائمة وحيدة على نسبة تفوق 05 بالمائة وتحوز كل المقاعد. وحسب الأصداء التي استقيناها من مختلف شرائح المجتمع، فإن هذه الاستحقاقات هي الأصعب، سواء تعلق الأمر بنسبة المشاركة التي تبقى نسبة كبيرة من عناصر المجتمع الجيجلي لا تعطيها أهمية، وبين فئة تعتبرها فرصة للتغيير والتعبير عن طموحاتهم. في حين نجد كل متصدر قائمة يعول على عشيرته وأحبابه وأصدقائه من جهة وعلى منطق الشكارة من جهة أخرى بالنسبة لرجال الأعمال والمقاولين.. لتبقى النتائج مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت.