هددت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أصحاب المستثمرات الفلاحية بالصحراء بحرمانهم من أراضيهم إذا استمر الوضع على ما هو عليه وبقيت المساحات الصالحة للزراعة غير مستغلة وغير منتجة وطالبت الفلاحين بالعمل على مزاولة نشاطهم الزراعي الذي عزفوا عنه منذ مدة، في وقت شدد الفلاحون على ضرورة دعمهم ماديا لإحياء مستثمراتهم ومساعدتهم على استخراج المياه من باطن الأرض . خيرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أصحاب المستثمرات الفلاحية بالصحراء بين إحيائها ومزاولة نشاطات زراعتها وبين حرمانهم منها بسبب الإهمال الذي تتواجد عليه، وأكدت أنهم سيحظون في حالة اتخاذ مسؤولية إعادة إحيائها بقروض بنكية، خاصة وأن التجارب السابقة أثبتت نجاعة زراعة الأراضي في الصحراء وأن كل أنواع الخضر والفواكه قابلة للإنتاج وأن الرطوبة في الصحراء منعدمة وهو ما يساعد على الحصول على نتائج إيجابية تفوق تلك التي من الممكن الحصول عليها في الشمال. وحسب رئيس دائرة برج باجي مختار، مومن مرموري، فإن صعوبات كثيرة تواجه الفلاحين والتي تعيق ممارسة نشاطهم الزراعي، أهمها استحالة استخراج المياه الباطنية بسبب عمقها والتي تتجاوز 300 متر دون الاستعانة بالدعم، كما أن مشكل غياب الكهرباء التي يستعين بها الفلاح في جملة من الأمور أهمها استخراج الأراضي يثقل كاهله، موضحا أن وزارة الفلاحة خصصت غلافا ماليا لدعم هؤلاء في شكل قروض حسنة، كما حرصت على تقديم جملة من الشروحات بشأن هذه القروض لتسهيل استفادتهم منها. من جهتهم، برر الفلاحون عدم توجههم مجددا إلى أراضيهم بغياب الدعم المادي، مشيرين إلى أن إحياء مستثمراتهم يتطلب إمكانيات كبيرة تستدعي متابعة من المصالح الوصية. وحسب أحد أعضاء جمعية الوئام الفلاحية "واد طريق المطار ببرج باجي مختار"، بركاوي مبروك، فإن الفلاحين بحاجة ماسة إلى المياه التي تكون متواجدة على مدار فترات السقي ومعها ضمان استمرارية تدفقها من خلال تأمين الآبار وعدم تكرار حادثة الأعمال التخريبية التي تعرضت له بئر بالمنطقة قبل حوالي 8 سنوات حرمت الفلاحين من الاستفادة منها بعدما أقدم مجهولون على ردمها بالصخور . للإشارة، استفاد 18 فلاحا من المستثمرات الفلاحية بدائرة برج باجي مختار، إحداها بالمنطقة الكيلومترية 400 باتجاه رقان والأخرى في البرج تصل إلى 50 كلم، حيث تمت الموافقة على توزيعها لاستغلالها مقابل 134 طلب وذلك في إطار مراسلة وزارية لإنشاء مركز حياة في قلب الصحراء.