الآن عرفت لماذا امتنع بعض الوزراء عن الترشح في قوائم أحزابهم؟! الوزراء رغم تعاستهم عافوا أحزابهم.. وعافوا الترشح مع الرداءات التي جعلتها قيادات الأحزاب تجتاح هذه القوائم كتسونامي هائل! رداءة القوائم تضامنت مع رداءة الخطاب السياسي في جعل الحملة الانتخابية باردة ولا وجود لها! وما زاد الطين بلة أن وزارة الداخلية حذرت الأحزاب المتعالفة من برنامج الرئيس من مغبة استخدام برنامج الرئيس وصوره في الحملة الانتخابية.. ولهذا أصبحت تلك الأحزاب بلا موضوع.. بعد أن أعدت قوائم بلا مناضلين! ومن أطرف ما سمعت في حملة الهزال السياسي على ألسنة زعماء الرداءة ما يأتي: ❊ زعيم حزب إسلامي وعد الشعب في مهرجان شعبي بأنه سيقوم بمحو ديون الشباب الذين أخذوا قروضا من صناديق دعم استثمار الشباب! هذا الحزب الذي تعالف مع المتعالفين وخرج لحظات قبل الانتخابات من "فدود" العلف ها هو اليوم يقترح على الشباب الذين أخذوا قروضا أن يمحو لهم هذه القروض إذا انتخبوا عليه! الشعب يبحث عن حزب يرشح له مناضلين قادرين على تحمل المسؤولية في الدولة وخلق الثروة وليس منافسة السلطة الفاسدة في حكاية توزيع الثروة! لعل هذا الحزب عرف بأن أغلب من استفاد من حكاية القروض هذه هم شباب هذا الحزب وأمثاله من أحزاب التعالف! فهذا الحزب هو الذي وزع القروض وهو الذي سيعفي أصحابها من التسديد! أي كل همه التآمر على خزينة الدولة. ❊ حزب إسلامي آخر قال إنه إذا فاز في الانتخابات سيفرض على سوناطراك الزكاة وتخصيص 2.5٪ من عائدات النفط لصندوق الزكاة وصرفه على تشغيل الشباب وإسكانهم! تصوروا فقيها في الدين يفرض الزكاة على بيت مال المسلمين ويعتبر ذلك من الإسلام! والحال أن الزكاة تفرض على الأشخاص وليس على بيت مال المسلمين.. ولو قال هذا الفقيه الذي يريد حل مشاكل الجزائر بالزكاة.. لو قال إنه سيفرض على الأغنياء 2.5٪ من الزكاة لفائدة الشباب البطال لقلنا له نعم.. لكن حتى هو جاء لينافس المفسدين في خزينة الدولة؟! ❊ زعيم آخر قال: إن مناضلي حزبه فقراء "عاشوا ما كسبوا.. ماتوا ما خلوا"! وحال رؤوس قوائم هذا الحزب %50 منهم من رجال الأعمال! فإما أن هؤلاء المرشحين المرفهين الذين يتواجدون على رؤوس قوائم الحزب هم ليسوا مناضلين وأنهم اشتروا أماكنهم في القوائم كما يقول مرشحو عين تيموشنت وتبسة وسكيكدة ومسيلة وغيرهم وإما أن ما يقوله هذا الزعيم غير صحيح! ❊ زعيم آخر قال في تجمع شعبي: إن الشعب الجزائري لن يقول لبوتفليقة ارحل! وهذا الزعيم قال الحقيقة لأن الجزائر منذ 1962 لم تعرف حالة واحدة قال فيها الشعب للرئيس ارحل! بل الرئيس دائما هو الذي يقول للشعب ارحل! ❊ زعيم آخر قال: إن الرئيس بوتفليقة من واجبه أن يفتح تحقيقا سياسيا في انقطاع التيار الكهربائي عن هذا الزعيم وهو يخطب في الشعب ويمدح الرئيس! وأن انقطاع التيار هو مؤامرة ضد الزعيم والرئيس! إلى هذا الحد أصبح الرئيس يستخدم في الحملة؟! حتى أن "كردوني" كان يقف في المهرجان وأصبعه ملفوف بضمادة لأنه ضرب يده "بماصه" عندما سمع هذا الكلام طالب الرئيس بفتح تحقيق أيضا في قضيته!