دخلت أمس جامعة هواري بومدين بباب الزوار في حداد إثر وفاة الطالب بن ساهل لمين صاحب 22 عاما الذي شيعت جنازته بمقبرة الكاليتوس وبحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي وقف شخصيا عند حادثة الوفاة التي كانت نتيجة صعقة كهربائية بالمخبر الإلكتروتقني بالضبط، عندما كان يقيم تجربة علمية حول تركيب المحرك، رفقة زميلتين و3 أساتذة كانوا يشرفون على التجربة التي تستدعي قبل الشروع فيها المراقبة الشديدة للمولد الكهربائي لتفادي أي حادث. شيّعت أمس جنازة الطالب بن ساهل لمين، وسط حزن شديد وبحضور الأساتذة والطلبة الذين تنقلوا إلى مقبرة الكاليتوس عن طريق حافلات نقل الطلبة التي سخرت وبقوة من أجل نقل كل راغب في حضور الجنازة، في حين بقي الآخرون في وقفة حداد على زميلهم. وتعود وقائع القضية إلى مساء أول أمس بالضبط إلى الساعة الواحدة زوالا عندما توجه الطالب بن ساهل لمين الذي يزاول دراسته بجامعة هواري بومدين تخصص إلكترونيك إلى الطابق الأرضي جناح الفيزياء والإلكترونيك من أجل القيام بتجربة تركيب محرك وبحضور الأساتذة، حيث حدثت شرارة كهربائية بشدة 380 فولت أسقطته أرضا، وأحدثت هلعا وسط الأساتذة الذين أعلموا الإدارة التي استدعت على وجه السرعة الشرطة العلمية من أجل الوقوف على حيثيات الحادثة وسماع شهادة الطالبتين من أجل التحقيق في القضية ومنعت الإدارة خلالها أي فوضى من شأنها أن تخل بأمن واستقرار الجامعة على اعتبار أن القانون هو من يحدد المسؤوليات. وقال مستشار رئيس جامعة هواري بومدين، بودلاعة عمار، في تصريح ل"الفجر"، إن حادثة وفاة الطالب بن ساهل لمين كانت الأولى من نوعها منذ سنة 1974 ولا يمكن إلصاقها بالمخابر الجديدة على اعتبار أنها كاملة التهيئة ومجهزة بأحدث التقنيات، ما يعني استحالة المخاطرة بحياة الطالب. أما فيما يتعلق بطريقة تلقين التجارب فإن المخبر مكون من 4 طاولات طاولة تكون مخصصة ل3 طلبة والبقية للأساتذة المراقبين الذين يقومون بمراقبة كل طالب عند القيام بالتجربة من خلال مراقبة الآلة وإطفاء المولد للقيام بالتركيب الكهربائي وهو ما تجهله الإدارة لحد الآن، غير أن الشرطة العلمية والقضائية لازالت تحقق في قضية الوفاة، معتبرا أن اتهام الطلبة لوضع المخبر وسيلة من وسائل المساس بالجامعة، والإدارة تمنع ذلك وتعاقب كل محاولة لإحداث الفوضى.