كشف رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور بن علي بن زاغو، أمس، عن التفكير في استحداث مرصد لادماج خريجي الجامعة مهنيا، والذين بلغ عددهم على مدار 13 سنة 20 ألف طالب، مشيرا في سياق متصل الى أن تقريب خريجي الجامعة من المحيط الاقتصادي، أهم مشكل تواجهه جامعة العلوم والتكنولوجيا في غياب التخطيط في مجال تقدير احتياجات سوق العمل. وأضاف البروفيسور بن زاغو خلال ندوة صحفية بمناسبة الذكرى ال35 لتأسيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا أن التخطيط الذي كان يتم في الثمانينيات لم يعد قائما في الوقت الراهن، مما يعني أن الاشكالية المطروحة مفادها لمَ لا يوفر الاقتصاد مناصب شغل، وليس لماذا يتم تخرج آلاف الطلبة البطالين سنويا من الجامعات؟ وأوضح المصدر أن مشكل الادماج المهني ليس مسؤولية الجامعة التي شرعت منذ سنوات في اتخاذ جملة من الاجراءات للتخفيف من حدة الصعوبات التي تعتري الطلبة المتخرجين، إذ تسعى جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا الى تكييف محتوى برامج الدراسة مع متطلبات سوق العمل من خلال اعتماد نظام "ال.أم.دي" اضافة إلى بناء علاقات مع بعض الوزارات والجامعات الأجنبية لتدعيم البحث وتوقيع عدة عقود مع مؤسسات مختلفة لضمان تربص الطلبة، حيث تم السنة الفارطة توقيع عقود مع أكثر من 150 مؤسسة، منها مؤسسة اتصالات الجزائر التي اصبحت توظف بموجب ذلك 20 مهندسا سنويا وكذا الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب التي تشرح للطلبة كيفية إدارة مشاريع خاصة عن طريق تنظيم ملتقيات. وأكد رئيس الجامعة انه تم في نفس الاطار ابرام 25 عقدا مع جامعات فرنسية متعلقة بمشاريع البحث، مقابل البحث عن ايجاد سبل للشراكة مع الجامعات المغاربية، باعتبار أن التعاون اصبح ضرورة لتطوير كفاءة خريجي الجامعة وفتح فرص التشغيل كما أبرز أن سياسة جامعة هواري بومدين باتت تركز على تكثيف الحوار مع المؤسسات الاقتصادية للتوصل إلى تحديد متطلبات سوق العمل على مدار السنوات القادمة، ذلك لأنه باستثناء بعض المؤسسات الكبرى مثل سوناطراك، فإن تقدير احتياجات سوق العمل لا يدخل ضمن قائمة انشغالات العديد من المؤسسات والشركات. ويذكر في هذا المقام أن أهم ما يميز الذكرى ال35 لتأسيس جامعة هواري بومدين هو تنظيم المنتدى الثاني خلال يومي 28 و29 أفريل الجاري لتفعيل خطة تطوير ابرام عقود الشراكة مع المؤسسات إلى جانب تسطير عدة مشاريع منها انشاء 80 مخبرا جديدا للبحث وكلية خاصة بفرع الرياضيات ونادي اصدقاء خريجي الجامعة، في الوقت الذي يجري فيه إنجاز قاعة انترنت كبيرة تقدر طاقة استيعابها ب300 مقعد. للإشارة، شهدت المناسبة تكريم عدة اساتذة تمت ترقيتهم إلى رتبة بروفيسور وأستاذ محاضر في كل التخصصات وذلك بالموازاة مع تنظيم عدة تظاهرات علمية، ثقافية، رياضية وفنية تمتد إلى غاية 23 أفريل الجاري على مستوى كل مرافقها.