ألف دينار يوميا لكل إفريقي يبني "ڤوربي" أعطت موجة النزوح التي شهدتها الحدود الجزائرية مع مالي مؤخرا الضوء الأخضر للآلاف ممن فقدوا الأمل في تحقيق حلم السكن في بناء بيوتهم ضمن أحياء فوضوية أضحت تزداد انتشارا يوما بعد يوم مستغلين تأجيل إجراءات هدمها بسبب الانتخابات التشريعية ومعها تفادي أي احتجاجات قد تعصف بالوضع في هذه المنطقة القريبة من بؤر التوتر. شيّد آلاف الجزائريين بالولايات الحدودية أحياء فوضوية جديدة مفخخة بالعقارب السامة القاتلة بعدما فقدوا الأمل نهائيا في إمكانية تحقيق حلمهم في السكن وأخذوا في توسيع نطاق هذه الأحياء إلى درجة تعجز فيه العين الإلمام بها جميعا على مد بصرها رغم أنها شيدت على مستوى واحد وهي مستمرة في الانتشار أكثر باعتبار أن متطلباتها ليست بالصعبة في مقابل استمرار المسؤولين في تقزيم هذه المشكلة التي أظهرت أولى بوادر مخاطرها بعد سقوط النظام المالي ونزوح العائلات الجزائرية إلى بلادها ومنحها شرعية لآخرين بحت أصواتهم وهم يطالبون بحقهم في السكن. وحسب رئيس دائرة برج باجي مختار، مرموري أمومن، فان كثيرا من المواطنين ادعوا أنهم كانوا في مالي أملا في أن يستفيدوا من سكن باعتبارهم تخلوا عن جميع ممتلكاتهم بما فيها منازلهم وأعمالهم وتبنوا هذه الفكرة ليفرضوا الأمر على السلطات الجزائرية، والأخطر من ذلك أنهم سابقوا الزمن لتشييد بناياتهم قبل الموعد الانتخابي حيث استغلوا تجنب السلطات إثارة غضب السكان قبل الانتخابات التشريعية ليقحموا أنفسهم مع الآلاف ممن أودعوا ملفاتهم طلبا للسكن وشيدوا أحياء انتشرت كالفطريات في الأشهر الأخيرة وفي اعتقادهم أن القوة العمومية لن تهدم آلاف البنايات خوفا من أي انزلاق محتمل ومكنهم تأجيل السلطات المعنية إجراءاتها الردعية ضد المخالفات المتعلقة بالسكن الفوضوي لتشييد أحياء غير أن أغلبهم القوا بالمنشفة وتأكدوا من أن صبرهم لن يتوج بنتيجة إيجابية. وحسب السكان فإن الأحياء الفوضوية تعد مرتعا مفضلا للعقارب السامة التي تعودت على حصد أرواح العشرات من المواطنين كل صائفة، وقليل جدا من ينجو من خطرها وهي تهديد كبير يلاحق الصحراويين خاصة في برج باجي مختار الذين يضطرون لمقاساة الأمر في ظل الغياب الكلي للاسعافات التي قد تنقذ حياتهم وقبلها غياب آلية تنقص من عددها الذي سيعرف هذا الموسم انفجارا بالنظر إلى حجم الأحياء السكنية التي تفتقر فيها إلى شروط الحياة النظيفة. وأضاف السكان أن الأفارقة استثمروا في اللااستقرار الذي تشهده المناطق الحدودية بحيث تحولوا إلى بنائين يتقاضون في اليوم الواحد 1000 دج، مقاومين درجة الحرارة العالية وقسوة الظروف المعيشية؛ إذ نادرا ما يتكفل صاحب "القوربي" المنتظر بناؤه بنفسه بل يكلف به المعنيين خاصة منهم الماليين الذين تدفقوا بإعداد كبيرة إلى الحدود الجزائرية للاسترزاق.