يعاني سكان بلدية الحدائق منذ نحو عشرين سنة من أزمة خانقة في التموين بالمياه الصالحة للشرب، تحولت مع مرور الوقت إلى كابوس رهيب يشغل بالهم على مدار السنة، ويندرج ضمن أهم وأبرز الانشغالات اليومية مع ينتج عن هذه الأزمة من مشاق وتكاليف مادية باهظة، وأحيانا تفوق مقدرة الفئات الاجتماعية قليلة الدخل. حسب السكان الذين التقيناهم، فإن هذه الأزمة طالت فوق العادة وباتت أمرا غير معقول تماما لأن الولاية تتوفر على أربعة سدود كبرى ومحطة لتحلية مياه البحر بطاقة مائة ألف متر مكعب من المياه الصالحة يوميا، ومصادر مائية باطنية ضخمة في محيط بلدية الحدائق ذاتها.. ولا يتلقى السكان في الوقت الحاضر أكثر من ساعتين من التموين بالمياه في الأسبوع وأحيانا ساعتين لا غير في الشهر ويلجأون بشكل يكاد يكون دائما إلى تزويد أنفسهم بهذه المادة الحيوية بوسائلهم وإمكانياتهم الذاتية، وهذا عن طريق الاشتراك في كراء الشاحنات لجلب المياه من مدينة سكيكدة أومن رمضان جمال وحمادي كرومة، فيما يستعين الآخرون بالسيارات الخاصة والدراجات النارية المربوطة بجرارات. وظلت بلدية الحدائق منذ سنوات، وحتى هذه الساعة، تتزود من بئر مشتركة تقع بينها وبين بلدية بوشطاطة أصبحت مع مرور الوقت لا تكفي لسد حاجيات سكان البلديتين. وما زاد في الأزمة التزايد الرهيب لعدد السكان خلال العشرة سنوات الماضية ووقوع حركة عمرانية كبرى في الجهات الشرقية وبناء مرافق تربوية واجتماعية عديدة زادت في تضخيم أزمة المياه الصالحة، وفي تنامي الاحتياجات اليومية. ويشير السكان إلى أن الأزمة كان يجب أن لا تأخذ هذا الحجم البعد منذ بضعة سنوات لو كانت مصالح الجزائرية في مستوى مسؤوليتها، ولو فكرت جيدا في ربط البلدية في الجهة الشرقية، خاصة بحي الزرامنة المزودة بشبكة رئيسية للتموين. كما كان يتعين استحداث بئر أو اثنين من جانب مصالح مديرية الري للولاية منذ مدة لإنهاء معاناة السكان.. كما حدث بالنسبة للعديد من جهات الوطن التي تعاني من نفس المشكل أزمة المياه تسببت على مدار السنة الماضية في توترات اجتماعية قاسية، حيث قام السكان في عدة مناسبات بقطع حركة المرور بين سكيكدة والحدائق لساعات طويلة والاحتجاج أمام البلدية والدائرة، لمطالبة السلطات بإيجاد حل نهائي للمشكل. معاناة السكان نقلناها إلى رئيس بلدية الحدائق، الذي أكد لنا انطلاق أشغال مشروع استثنائي أقرته الولاية لصالح بلدية الحدائق انطلاقا من جامعة سكيكدة ومن الشبكة الواصلة بمدينة سكيكدة، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات تقريبا، ويقطع هذا المشروع تقدما مرضيا وسيدخل مرحلة التشغيل الفعلي، حسبما أكده لنا “مير” الحدائق، هذه الصائفة و ربما لن تطول الفترة أكثر من نهاية الشهر القادم المشروع الذي تمت دراسته تقنيا من جانب مديرية الري سيقضي، استنادا لرئيس البلدية، بصورة كاملة على النقص الحاصل في التزويد بالمياه الصالحة بحيث تصبح الحدائق تتمون على مدار الأربع والعشرين.. في انتظار ربط المدينة بالشبكة الرئيسية القادمة من محطة تحلية مياه البحر والعابرة نحو بلديات المنطقة الجنوبية للولاية رمضان جمال وصالح بوالشعور إلى غاية بلدية الحروش.