علاقة مشبوهة مع عبد الحكيم عامر والغناء مخمورة في احتفالات نصر أكتوبر أبرز الإشاعات التي لحقت وردة عادت وردة إلى الغناء بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي أقنع زوجها بالسماح لها باعتلاء المسرح في الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر في العام 1972 بعد أن كانت قد اعتزلت الغناء على إثر زواجها من جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، وما يؤكده الأستاذ لمين بشيشي أن وردة هي التي اختارت بليغ حمدي لتلحين الأغنية التي قدمتها في عيد الاستقلال وليس بومدين حتى أن رياض السنباطي غضب لهذا الاختيار. ويضيف بشيشي أن علاقة بعيدة كانت تربط وردة ببليغ حمدي الذي كان متيما بها حيث تزوجت وردة من بليغ بعد طلاقها وعودتها إلى القاهرة، واستمرت مسيرتها مع بليغ الملحن رغم الانفصال "لأنه زواج فاشل" كما قالت وردة في آخر ظهور إعلامي لها على شاشة "أم بي سي". نسب إلى وردة أثناء إقامتها بالقاهرة في بداية مشوارها الفني أنها أطلقت إشاعات حول لجوء بعض الفنانين للتقرب منها للعلاقة المميزة التي ربطتها بالمشير، الأمر الذي دفع أجهزة المخابرات المصرية إلى إصدار قرار بإبعادها ومنعها من دخول مصر التي لم تعد إليها إلا مطلع السبعينيات في ظل حكم السادات. كانت أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها العام 1979 م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي الميلاد الفني الحقيقي لها، خاصة وأن نفس الأغنية كانت ستقدمها أم كلثوم عام 1975 لكن رحيلها أجل المشروع وبقيت الأغنية تبحث عن صوت في مستوى أم كلثوم حتى قدمتها وردة فكانت الانطلاقة التي جعلت منها"أميرة الطرب العربي". مسيرة وردة بقدر ما كانت حافلة بالإنجازات الفنية غناء وتمثيلا، شهدت محطات حاسمة جعلتها على التماس مع السياسة والسياسيين وهو ما أكدته بقولها إنها "كانت مكروهة كل الدول العربية"، إلى أن كرمها جمال عبد الناصر وألبسها بيده ميدالية تقدير قائلا لها "أهلا بالجزائر"، وتسبب لها هذا التكريم في الكثير من الإشاعات لدرجة اتهامها بالتسبب في نكسة 1967، من خلال دعوة المشير عبد الحكيم عامر إلى حفلاتها الخاصة، ما دفع الزعيم جمال عبد الناصر لطردها من مصر ومعاقبة المشير بالإقامة الجبرية، ولكن اتضح فيما بعد أن تلك الاتهامات التي لاحقت وردة ليست إلا إشاعات مغرضة لأن وردة كانت قد عادت في أواخر سنة 1963 إلى الجزائر. عادت العلاقة بين وردة وبين النظام المصري للتوتر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي رفض منح ابنها رياض الجنسية المصرية رغم أنها غنت له "البطل دا من بلدنا" وقد شن عليها نظام مبارك حصارا كبيرا وصل إلى درجة اتهامها باعتلاء منصة الغناء وهي مخمورة في احتفالات نصر أكتوبر. وعن سبب هذا الحصار يقول بشيشي إنها في إحدى حفلاتها التي حضرها مبارك وكان قد تعود أن يتفاعل مع الكثير منها خاطبته وردة من فوق المنصة "ليش آنت مش معانا يا ريس" فكان بالنسبة لمبارك تصرف لا يليق بفرعون مصر يومها فتم شطب اسمها من أغنية وطنية قدمت في مصر، لكن القيادة الجزائرية أنقذت وردة من الحصار وساندتها، لأنها كانت من بين الفنانين القلائل الذين وافقوا على إحياء حفلات بالجزائر في عز الأزمة الأمنية. كرمت وردة عدة مرات من طرف الرئيس بوتفليقة الذي ظلت علاقتها مميزة به فقد كانت من الأوائل الذين هنأوا الرئيس في مكالمة خاصة غداة إعادة انتخابه في 2009، حيث كرمت في الاحتفال بمسرحية "نوفمبر مسيرة الكرامة" التي أقيمت في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لعيد الثورة الجزائرية؛ إذ توجها الرئيس على خشبة المسرح، وسنة 2000 احتفالا بالذكرى ال 38 لعيد الاستقلال. زهية منصر الرئيس بوتفليقة يعزي أسرة الفنانة وردة الجزائرية عزى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كافة أفراد أسرة الفنانة وردة الجزائرية التي وافتها المنية الخميس المنصرم بالقاهرة إثر سكتة قلبية عن عمر ناهز 73 عاما. وجاء في برقية التعزية: "صوت ينادي أحبك يا بلادي. شاءت حكمة الله جل وعلا أن تكون هذه الكلمات آخر ما ختمت به أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية مشوارها الطويل في فن الطرب الأصيل وآخر ما غردت به في حب وطنها الجميل الذي أعطته من ذوب قلبها ومن إبداعها وسمو فنها أجمل ما تغلغل في وجدان وترنم به إنسان في حب الأوطان حب رسمته كلمات وصاغته لحنا وصدحت به صوتا عذبا سيبقى يتعالى في سماء الوطن ما بقي في الدنيا غناء". وأضاف رئيس الجمهورية أنه: "شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان". وأكد الرئيس بوتفليقة "لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا وأن جعل صوتها ينادي "أحبك يا بلادي" قبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين