أكدت تنسيقية مهنيي الصحة أن الممارسات المسلطة على الموظفين والمندوبين النقابيين ضد 5 مندوبين موقوفين، ورئيس نقابة النفسانيين المهدد بالتوقيف هو الآخر من قبل وزارة الصحة والسكان تتعارض وتمثل تناقضا صارخا مع تقرير حقوق الإنسان الذي عرضه وزير الخارجية مراد مدلسي مؤخرا في جنيف. وصفت تنسيقية مهنيي الصحة ممارسات وزارة الصحة والوزير جمال ولد عباس بما يقوم به تجاه النقابات الناشطة في القطاع (شركاء اجتماعيين) بالتناقضات التي تضمنها التقرير الرسمي حول حقوق الإنسان في الجزائر، الذي عرضه مؤخرا وزير الخارجية مراد مدلسي بجنيف (ممارسة الحريات النقابية، حرية التمثيل النقابي) تدخل الإدارة في شؤون النقابات، التوقيف عن العمل، ضغوطات مستمرة، الترهيب والتخويف عن طريق تكليف الإدارة الوصية ومديريات الصحة الولائية من خلال تعليمات وقرارات توجه لمسؤولي هذه الأخيرة بإرسال قوائم المحتجين والمضربين للخصم من الأجور من جهة وتسليط عقوبات إدارية على الموظفين، المندوبين النقابيين، والمسؤولين النقابيين على المستوى الوطني. وقال رئيس التنسيقية، الدكتور مرابط إلياس، في تصريح ل"الفجر"، أمس، إن وزير الصحة والسكان جمال ولد عباس يصر على مواصلة سياسة "تغطية الشمس بالغربال" بالقول إن القطاع بخير والتكفل بالمرضى يسير في الاتجاه الصحيح، مع وفرة الأدوية واللقاحات حتى وإن كان قد صرح مؤخرا، كما قال المتحدث بأن الخلل في ندرة الأدوية يكمن في التوزيع، لكن تمادي الوزير وإصراره في تبييض صورة القطاع ورفضه التطرق والحديث عن السلبيات هو كل متكامل يعلمه المواطنون والرأي العام وحتى السلطات العمومية. وأوضح المتحدث أن تعامل وزير الصحة والوزارة مع نقابات القطاع بهذه الطريقة يطرح أكثر من سؤال وعلامة استفهام بمنع النقابيين من دخول الوزارة بالرغم من أنهم موظفون ومهنيون، تصريحه بأن عهدة نقابتي ممارسي الصحة العمومية، والممارسين الأخصائيين في الصحة قد انتهت ولم تعد لهما صفة الشرعية في التمثيل النقابي للموظفين بالرغم من أن القانون واضح في حال انتهاء عهدة أي مكتب مسير للنقابة بمدة إضافية تقدر ب6 أشهر لتحضير المؤتمر المقبل لتجديدها. وفي هذا الشأن قال الدكتور مرابط إلياس بصفته رئيسا لنقابة ممارسي الصحة العمومية إن الوزارة أبلغتنا بأن عهدة النقابة الحالية انتهت والتعامل معها انتهى، في حين كانت النقابة منتصف شهر مارس المنصرم من العام الجاري وجهت مراسلة إلى الوزارة الوصية تعلمها فيها بأن المؤتمر الثالث للنقابة لإعادة تجديد هياكلها وانتخاب قيادة جديدة سيكون أيام 25، 26 و27 سبتمبر المقبل، لكن بالرغم من ذلك يواصل الوزير سياسة غلق أبواب الحوار. وبشأن التضييق على العمل النقابي والاستمرار فيها كشف رئيس تنسيقية مهنيي الصحة، الدكتور مرابط إلياس، أن وزارة الصحة ومن خلال التعليمات التي وجهتها إلى المديريات الولائية، والإدارة الوصية، قامت هذه الأخيرة بتوقيف 5 مندوبين نقابيين عن العمل، يتعلق الأمر بكل من المندوب النقابي لولاية تمنراست بالرغم من أن مدير الصحة هناك تعهد بإعادة إدماجه في منصبه، مندوب نقابي بولاية سطيف رفقة نائبه ببوقاعة تم إيقافهما أيضا عن العمل، مندوب ولاية برج بوعريريج يعمل في مؤسسة الصحة الجوارية بالمنصورة، ومندوب ولاية باتنة عقب عقد جمعية وتنصيبه تم توقيفه عن العمل، هذا بخصوص ممارسي الصحة العمومية. أما رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين، الدكتور كداد خالد، فحسب المتحدث، فإن هذا الأخير يكون قد بلغته معلومات تفيد بأن وزارة الصحة تحضر لتوقيفه وقراره ستبلغه به مديرية الصحة لولاية الجزائر وهو القرار الذي تم إبلاغه له بإيعاز شفهي، وعن طريق الهاتف. وأكد ذات المتحدث أن التنسيقية ستناقش كل هذه التطورات والمستجدات اليوم (اجتماعها كان زوال أمس) وسيتم التطرق لكل صغيرة وكبيرة وسيتم الإعلان عن قراراتها في وقت لاحق.