يعتبر نقص التأطير الصحي من بين أكبر وأهم المشاكل التي تعاني منها ولاية البيض، خصوصا في الواحات والمراكز الصحية الواقعة بالمناطق المعزولة، لشساعة الولاية التي تفوق مساحتها 70 ألف كلم مربعا ب 22 بلدية تضمها ثماني دوائر، بما في ذلك عاصمة الولاية التي لا تبقى الأوفر حظا بين تابعاتها. ويلجأ العديد من حاملي الأمراض المزمنة إلى المستشفيات القريبة من البيض، على غرار المشرية بالنعامة سيدي بلعباس ووهران، للغياب الملفت للأخصائيين، رغم توفر أغلب التجهيزات كالسكانير مثلا، الذي يبقى خارج الخدمة منذ سنوات في انتظار يد مؤهلة تشغله لتفادي عناء المرضى. كما يشهد المستشفى المركزي محمد بوضياف ضغطا من بين باقي المستشفيات رغم أن قرابة 40% من الحالات الوافدة عليه يتم تحويلها إلى مستشفيي سيدي بلعباس ووهران لضعف ونقص التأطير بالمستشفى، خاصة في الحالات المستعصية. وبالرجوع إلى الخدمات التي تقدمها المؤسسات الجوارية بعد مرور أربع سنوات على انطلاقها، تبقى العديد منها ناقصة بعيدة عن توفير تطلعات المواطنين الصحية عدا التلقيحات السنوية أوالمتعلقة بالحجاج، على غرار عيادة دائرة بوعلام التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالبيض، بالإضافة إلى دائرة الرقاصة، ما أحدث خللا في التأطير الصحي باعتبار أن دائرة بوعلام لوحدها تضم خمس بلديات، ناهيك عن القرى والمداشر التابعة لها كالصفيصيفة، أم الجرابيع.. هذه الأخيرة التي لا تسمع بشيء اسمه التغطية الصحية العمومية لبعدها الجغرافي رغم توفر بعض المراكز الطبية التي تبقى خارج الخدمة في ظل نقص شبه الطبي بالبيض، زيادة على الغياب التام للقابلات بعيادة بوعلام بالبيض، الأمر الذي يضطر العديد من النساء للتوجه إلى عاصمة الولاية أو مستشفى أفلو بالأغواط، القريب جغرافيا من مدينة بوعلام الشرقية، أو التفكير في الولادة التقليدية التي غالبا ما تكون عواقبها جد وخيمة للطرفين الأم والطفل على السواء. ولهذا الغرض وجه قاطنو بوعلام نداء مستعجلا إلى الجهات المعنية الصحية بالولاية للتعجيل بوضع حلول في انتظار الانتهاء من مشروع مستشفى 60 سريرا الذي استفادت منه الدائرة بقرار من الولاية العام الماضي، والذي من شأنه تخفيف أوالقضاء نهائيا على مشكل نقص التغطية الصحية بدائرة تضم 5 بلديات وأكثر من 22 ألف نسمة شريطة توفر الإطارات الصحية والقابلات.