”ما يحدث في سيناء الآن هو الكارثة بعينها. فقد اعترفت مصادر أمنية وعسكرية واستخباراتية وشهود عيان بأن مدينتي الشيخ زويد ورفح أصبحتا خارج السيادة والسيطرة المصرية. وقعت المدينتان تحت الاحتلال والسيطرة الكلية لقوات من حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى جهادية، ويقابل هذا تواجد أمني ضعيف لا يقوى على التصدي لهذا الاحتلال... والأمن المصري في سيناء يعترف بأن منطقة الأنفاق الحدودية برفح أصبحت بعد الثورة خارج السيطرة المصرية، لذلك يدخل سيناء من قطاع غزة من يشاء وقتما شاء دون أي عراقيل أمنية. وأكد أحد الإخطارات الأمنية من مديرية أمن شمال سيناء أن معلومات وردت بتسلل مجموعات من العناصر الفلسطينية المتشددة، المنتمين لحركة حماس، عبر الأنفاق الأرضية وانضمامهم للعناصر الجهادية في مدينتي رفح والشيخ زويد وتقسيم أنفسهم إلى مجموعات والمبيت داخل المساجد، وترتدي هذه العناصر ملابس باكستانية عبارة عن جلباب صغير وبنطلون وهم مطلقو اللحى”. هذه الفقرة مأخوذة بوفاء عن جريدة المساء المصرية... نعم والله حركات جهادية تعاني الأمرين من طرف السلطات الإسرائيلية المحتلة ومن طرف السلطة الفلسطينية ومن حركة فتح... حركات تتعرض للمضايقات من طرف جهات عديدة داخلية تسعى إلى احتلال دولة مجاورة وأية دولة إنها جمهورية مصر العربية بحالها.. الدولة الكبيرة بشعبها وبأرضها وبجيشها الذي حاول محمد أنور السادات ومن بعده محمد حسني مبارك تدجينه... لست أدري إن كان المروّجون لهذه الأخبار يعون جيدا تداعياتها وانعكاساتها ونتائجها على العلاقات العربية العربية وخاصة المصرية الفلسطينية... شخصيا لا أريد تبرئة جانب الحركات الجهادية الفلسطينية، فقد يفعل التطرف ببعض التنظيمات ما يفعله العدو بعدوه، لكنني أرى أن التوقيت الذي تسربت فيه مثل هذه الأخبار أو الشائعات لا يخدم إلا طرفين اثنين هما: الاحتلال الإسرائيلي من جهة وفلول النظام المصري البائد من جهة أخرى... فإسرائيل من صالحها إذكاء أي فتيل من شأنه إفساد العلاقات بين العرب وتجنيبها حروبا تستنزف مالها ورجالها وتعوضها بحروب ينشطها بالوكالة عنها العرب... أما فلول النظام المصري التي وجدت عناء كبيرا في العودة إلى الحكم بسبب الجدار الإخواني الإسلامي المتين والمتغلغل في الوجدان الجماهيري المصري، فإن رواج مثل هذه الأنباء سيخدمها ويجعل حظوظها أوفر في بلوغ بعض أهدافها... إن إثارة الفتنة بين مصر وفريق من الفلسطينيين في هذا الوقت بالذات لن ينجم عنه إلا مزيد من الانقسام والتفرقة بين العرب... ولن يخدم إلا أعداءهم... فمن شأنه إضعافهم وتشتيتهم أكثر مما هم مشتتون... نتمنى أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى شائعات غذاها الموساد وبعض الأعداء المتربصين بالأمة العربية... وكل عام والأمة العربية بألف خير...