كشف، أمس، المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، عن تنظيم ندوة دولية حول إثبات وجود الدولة الجزائرية قبل سنة 1830 يحضرها باحثون ومتخصصون في الدراسات التاريخية في عديد دول العالم. أكد، أمس، المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، أن الوقت قد حان وفي هذا الظرف بالذات لكتابة تاريخ الجزائر وتاريخ ثورة التحرير، وتساءل عن الأصوات التي بدأت تتعالى هذه الأيام وتنتقد عدم قيام حرب حقيقية لكتابة تاريخ الجزائر. وشدد شيخي خلال ملتقى ولائي نظمته ولاية سكيكدة حول الأرشيف المحلي على ضرورة توفير كل الشروط والعوامل المادية وغيرها للشروع في كتابة التاريخ الحافل للثورة الجزائرية التي تلقى حسبه المعارضة الشديدة مما أسماه بالحاقدين وأعداء هذه الثورة. وكشف المدير العام للأرشيف الوطني عن وجود مشاكل تتعلق بالمفاهيم والمصطلحات التي ينبغي الاتفاق عليها وإعطائها محتوى متكامل ومتناسق خصوصا للمصطلحات الحالية التي تستعملها، مؤكدا على ضرورة الحسم في مسألة الدولة التي تحاول الكتابات الاستعمارية الفرنسية والدوائر المرتبطة بها نكران وجود دولة جزائرية قبل 1830. ولاحظ شيخي أن الكتابات الوطنية والأجنبية ما زالت لحد الآن لم تصل إلى تحديد قوي لصيغة الوجود القانوني للدولة الجزائرية، موضحا أن إنكار وجود الدولة الجزائرية قبل الفترة الاستعمارية الفرنسية قرار انفرادي ظل المسؤولون الفرنسيون يجسدونه في قراراتهم وإجراءاتهم منذ دخولهم إلى الجزائر. شيخي وبعد أن أكد على أن الجزائر هي التي دعت الدولة العثمانية إلى تسليم السلطة إلى الجزائر، دعا إلى تدعيم الأرشيف المحلي أو الوطني بإطارات كفأة متخصصة ذات ثقافة واسعة حتى تتمكن من مساعدة الباحثين في تقديم أبحاث مهمة مصرا على ضرورة توسيع دور الأرشيف المحلي في تحضير مادة تاريخية ذات مغزى، معلنا تنظيم ندوة دولية حول تحديد وجود الدولة الجزائرية وإثبات استمراريتها عبر العصور وإثبات أن ما يعاب علينا في تنظيم الدولة ليس عيبا في الأصل لأن كل الدول وخصوصا الأوروبية مرت بهذه الفترات من التشرذم والتمزق الفئوي والإقليمي وتنافر المقاطعات. هذا وقدمت أثناء الملتقى الولائي عدة محاضرات من طرف أساتذة وجامعيين حول فترات محددة من الدولة الجزائرية ودور الأرشيف الوطني في حماية الذاكرة الوطنية.