أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أن الوزارة قررت إيفاد 50 إماما لمساجد فرنسا المتفرعة عن مسجد باريس الكبير، وهذا لفترة تمتد لأربع سنوات، وأكد ممثلو وزارة الداخلية الفرنسية على أهمية احترام الأئمة للمبادئ اللائكية التي تعد جوهر الجمهورية الفرنسية، تفاديا لأي مشاكل. وحسب الوزير، فإن اختيار الأئمة الخمسين، من ضمن 120 إمام يشملهم برنامج إمامة المساجد التابعة لمسجد باريس، حيث تتمثل مهمتهم الأساسية في التوجيه الديني وإمامة الجالية المسلمة بفرنسا. وقد جاء تصريح بوعبد الله غلام الله، بمناسبة الدورة التكوينية لفائدة 50 إماما، المقامة بدار الإمام بالمحمدية يوم الخميس، حيث تلقى المستفيدون من برنامج الإمامة بالخارج جملة من التوصيات والإرشادات، أهمها على الإطلاق عبد التدخل في شؤون الدولة الداخلية للدولة المضيفة، تجنب الصراع الإيديولوجي القائم بين الأحزاب السياسية، أي اليمين واليسار وتلقين للجزائريين تعاليم الدين الإسلامي. وثمن الوزير مشاركة ممثلين عن وزارة الداخلية الفرنسية في هذه الدورة التكوينية، مشيرا إلى أن ذلك ”دليل على اهتمامنا بتزويد الأئمة بالحس الوطني والمدني والأخلاقي والديني حتى يكونوا أحسن سفراء الجزائر في الخارج”. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن حضور ممثلين عن وزارة الداخلية الفرنسية، جاء بهدف الحرص لمواجهة التطرف، خاصة وأن الداخلية الفرنسية قامت بطرف عدد كبير من الأئمة من التراب الفرنسي، بعد إصدارهم لفتاوى تحريضية تدعو للعنف ولا تحترم المبادئ اللائكية للمجتمع الفرنسي، حيث كان آخر إمام مطرود، تونسي الجنسية، أفتى بضرب المرأة العاشقة حتى الموت، وهو ما لم تستسغه الحكومة الفرنسية وأوقفت على أساسه الإمام ثم رحلته نحو بلده الأصلي. كما يضاف إلى هذا وزارة الداخلية الفرنسية، أصبحت تقوم بتدابير جديدة قبل استقبال مسؤولي دور العبادة، وهذا مباشرة بعد حادثة الاعتداء الهمجي الذي نفذها محمد مراح في حق أطفال يهود أبرياء وعناصر من الشرطة الفرنسية، وقد اتخذت تلك التدابير في عهد الوزير السابق كلود غيون.