سيتوجه في الفاتح جويلية المقبل 50 اماما من مجموع 120 لعمارة مسجد باريس للقيام بمهمة التوجيه الديني والعبادة للجالية المسلمة و قدم بو عبد الله غلام الله خلال أشغال الدورة التكوينية لفائدة الائمة جملة من التوجيهات والتوصيات لهؤلاء للعمل بها خلال وجودهم بفرنسا من أهمها مراعاة واحترام الدولة المضيفة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لاسيما الصراع الإيديولوجي القائم بين الأحزاب السياسية وكذا تقديم النصيحة للجزائريين في حياتهم الدينية معتبرا في السياق ذاته حضور ممثلين عن وزارة الداخلية الفرنسية في هذه الدورة التكوينية يزيد من ضرورة تزويد الأئمة بالحس الوطني والمدني والأخلاقي والديني حتى يكونوا أحسن سفراء الجزائر في الخارج. وفي هذا الإطار شدد غلام الله على أن الأئمة الجزائريين أكفاء ويدركون تماما الإدراك المسؤولية الملقاة على عاتقهم دون سقوطهم في الانزلاقات الممكنة في هذا مشيرا الى ان هؤلاء محترمين وبمقدورهم تشريف الوطن في المهجر بالنظر إلى التوجيهات التي تقدمها السلطات المعنية للحفاظ على سمعة الإمام الجزائري والجزائر بصفة عامة. من جانبه ركز عميد مسجد باريس دليل بوبكر في كلمته التوجيهية للائمة على المهمة والمسؤولية التي يجب أن يضطلع بهما الإمام في عمارة المساجد في فرنسا ودعاهم بالتحلي بالأخلاق الفضيلة واحترام القيم والمبادئ الإسلامية وكذا التحلي بالكلمة الطيبة والنصيحة وتعليم قراءة القرآن الكريم. و اضاف الدكتور دليل بوكر للائمة انه يجب احترام خصوصيات المجتمع الفرنسي وقوانينه وقيمة ونسيجه داعيا اياهم الى إلى العمل في الاتصال والتواصل مع هذا المجتمع بكل أطيافه والجمعيات والسلطات والمساهمة في تطويره وتفعليه مشددا على ضرورة استغلال خبرتهم وتحصيلهم العلمي في عمارة المساجد بفرنسا خاصة أن الجالية المقيمة في هذا البلد شباب ولا يتعدون سن 25 سنة وهم في حاجة إلى من يأخذ بيدهم لتعليمهم اللغة العربية والتقاليد والعادات الجزائرية مع احترام وطاعة عقوق الوالدين. أما مدير الحريات العامة بوزارة الداخلية الفرنسية لوران توفي فقد رحب بالأئمة الذين ستستضيفهم فرنسا قريبا في كلمة توجيهية طويلة ركز خلالها على الإرث الديني لفرنسا وعلاقاتها بالأديان والقوانين المنظمة لحرية المعتقد والأفكار والممارسات الشعائر الدينية مركزا على صرامة تطبيق قوانين الجمهورية اللائكية والمساواة ما بين الأديان والحفاظ على قيم المجتمع الفرنسي . وأحصى المسؤول ذاته 2000 مكان عبادة للمسلمين على التراب الفرنسي مضيفا بان هناك أماكن للعبادة ستفتح مستقبلا وأخرى مبرمجة و كذا تقديم تسهيلات للجمعيات الدينية لاقتناء أراضي بأسعار رمزية تخصص للعبادة.