حذرت مديرية التجارة بالشلف، في لقاء تحسيسي من خطر التسممات الغذائية، خصوصا في بداية هذا الموسم الحار الذي يعرف بالتلف السريع للمواد الغذائية نتيجة لغياب شروط النظافة والعرض الصحيح لمختلف المواد الاستهلاكية السريعة الفساد والتلف، تفاديا لأي أخطار محتملة جراء التسممات الغذائية التي عرفتها الولاية خلال السنتين الماضي. أحصت مديرية التجارة لولاية الشلف نسبة 32 بالمائة حالة إيجابية لما يصل إلى 62 عينة مأخوذة من مختلف المواد الواسعة الاستهلاك في الفترة الأخيرة، وهو ما يدل على مدى خطورة المواد المعروضة على قارعة الطريق، أو تلك المعروضة بالمحلات في شروط غير قانونية ولا تخضع لأي تنظيمات تحفظ صحة المواطن وسلامة المنتج المستهلك والمقدم للمواطن، خصوصا في مثل هذه الأوقات التي تعرف باشتداد الحرارة وتزايد معدلات المواد الفاسدة، أوتلك غير الصالحة للاستهلاك البشري على الإطلاق. ورغم انخفاض معدل التسممات الغذائية هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة أين كانت تسجل قرابة الألف حالة تسمم على مدار العام، وهو ما جعل الولاية تتوبؤ المرتبة الثانية من حيث عدد التسممات الغذائية، إلا أن هذا العام عرف انخفاضا كبيرا نتيجة لوعي المستهلك بما يشتري من جهة ولكثافة برامج التحسيس التي تقوم بها مديرتا الصحة والتجارة. وحسب مصدر من مديرية الصحة بالولاية، فإن عدد الحالات المسجلة منذ بداية السنة ناتجة في معظمها عن تناول مواد فاسدة، وهي في أغلبها حلويات ومرطبات قدمت في شروط غير صحية، كما أن طريقة تخزينها لا تحترم الشروط الصحية الضرورية، الأمر الذي نتج عنه تسجيل حالات عدة من التسممات الغذائية. كما أن للعنصر البشري المسؤولية المباشرة في إعداد وتقديم الوجبات الغذائية، خاصة في الولائم والأعراس، والذين يقومون بإعداد الوجبات الغذائية في فترات متباعدة ولا يقومون بتقديمها في الحين، بالإضافة إلى غياب شروط النظافة والتخزين، وكذا عدم الاحتياط من مصادر المياه التي في الغالب لا تكون معقمة. كما أن الحلويات والمرطبات المصنوعة من مواد سريعة التلف إذا تعرضت إلى الحرارة ولم تخزن في أماكن صحية، وهو ما تسبب في الكثير من حالات التسممات التي عرفتها الولاية خلال السنة المنصرمة، حيث شكلت الحلويات الشرقية نسبة 40 بالمائة من التسممات الغذائية المسجلة بالولاية، وأخطرها تلك التي أدت إلى وفاة رب عائلة ببلدية الحجاج نتيجة لتناوله لحلويات شرقية جلبها من مدينة الشلف لأفراد عائلته المكونة من 6 أفراد، والذي أصيبوا بأعراض التسمم، ليلفظ الأب أنفاسه في اليوم الموالي، وهو ما أدى مؤخرا بمديرية التجارة بالولاية إلى تشديد الإجراءات الرقابية لمحلات بيع الحلويات الشرقية، وكذا تفعيل العمل بقانون حماية المستهلك الصادر في 25/ 02/ 2009 الذي يؤدي إلى الغلق الإداري الفوري للمحل المتسبب في حالات التسمم لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، كما يعرض صاحب المحل إلى السحب النهائي للسجل التجاري نهائيا في حالة تكرار نفس الخطأ من نفس المحل.