رافع وزير الخارجية مراد مدلسي لصالح تسوية أممية للأزمة المالية، التي أعادت الأمن بالمنطقة المغاربية إلى نقطة الصفر، عندما قال ”إشكالية الأمن في المنطقة المغاربية، تندرج في إطار الجهود الدولية المبذولة الهادفة إلى إرساء الأمن، لاسيما تلك المبذولة من طرف الأممالمتحدة المتصلة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”. أقام الوزير، في كلمة ألقاها بمناسبة اجتماع وزراء الخارجية دول الاتحاد المغاربي المنعقد أمس، بفندق الشيراتون، ربطا مباشرا ووثيقا بين الخطر الذي تزرعه الجماعات الإرهابية بالساحل، والشبكات الإجرامية الناشطة في مجال تجارة المخدرات، الإتجار بالبشر، تبييض الأموال وتجارة السلاح غير المقننة. وقال مدلسي، إنه كل من الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة تتخذ من بعضها البعض، وتابع الوزير قائلا إنه ”في نفس الوقت، لا يمكن غض الطرف على ظاهرة تبييض الأموال التي استفحلت بدورها في المنطقة وأصبحت تنخر اقتصادياتنا وتساهم بطريقة أو بأخرى في دعم الإرهاب والجريمة المنظمة”. وأكد مدلسي، أن الظرف الحالي يستدعي تنسيق الجهود البينية أكثر من أي وقت مضى ووضع الأطر الكفيلة للتعاون والاتفاق على جملة من التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع هذه الآفات وتعزيز القدرات المتوفرة لضمان الأمن والاستقرار، مؤكدا على أهمية وضع مقاربة مشتركة لمحاربة هذه التهديدات التي لا تستهدف دولة واحدة وإنما تستهدف كافة أقطار المغرب العربي، مشيرا أن الأوضاع السائدة في مالي تطرح الشراكة كسبيل وحيد للتعاون . واستطرد السيد مدلسي أنه من أجل ”تأكيد هذه القناعة فإننا نصبوا إلى المشاركة الفعالة لكافة الدول المغاربية في المؤتمر الثاني للشراكة والامن والتنمية المتزعم عقده في الأشهر القليلة القادمة والذي يأتي بعد مؤتمر الجزائر المنعقد سنة 2011. وفي إطار ذي صلة، شدد السيد مدلسي على وجوب تركيز الجهود ”على ضرورة التوصل إلى إعداد تصور مشترك حول التحديات الأمنية بالمنطقة من خلال تعزيز الترابط بين بلداننا ووضع الآليات الملائمة للتعاون العملياتي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان وتبييض الأموال..” ووقف الوزير عند الحديث عن نقطة الانتشار الكبير للأسلحة بالمنطقة وتداولها بشكل غير قانوني، منبها إلى أهمية تعاون أعضاء الاتحاد للتصدي لهذه المشكلة التي توسعت كثيرا خاصة وأن شبكات الأسلحة متصلة بشبكات الجريمة والإرهاب. وفضل الأمين العام للاتحاد المغاربي، الحبيب بن يحي، التركيز على نقطة الانتشار الكبير للمخدرات و قال إن التزايد الملحوظ للمخدرات بالمنطقة طور آليا الشبكات الإجرامية وفي مقدمتها الإرهابية على وجه التحديد. وأكد في هذا المضمار، أن ما يعادل 60 طنا سنويا من الكوكاين تتداول في المنطقة المغاربية، مشيرا أن المنطقة أصبحت منطقة عبور لتجار المخدرات الكبيرة، وقال إن الضالعين في تلك الشبكات يتعاونون مع الإرهاب وتجار الأسلحة.