انعقدت أمس أشغال اجتماع مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي الأول من نوعه بمبادرة من الجزائر والمنطقة المغاربية تواجه تحديات أمنية حقيقية في ظل ما تعرفه منطقة الساحل من تدهور أمني، وخاصة الأحداث التي تتخبط فيها دولة مالي، من اجل تشريح دقيق للواقع الأمني قبل أن يعرف المزيد من التعقيدات والوقوف على التهديدات الأمنية برؤية ثاقبة واستراتيجية ذكية والإتفاق على آليات ومناهج التعاون والتنسيق المشترك، وتقاطع وزراء الخارجية المغاربة الخمس في التحذير من الأخطار الأمنية في صدارتها الإرهاب والجريمة المنظمة وما ارتبط بهما على غرار تبييض الأموال وضرورة بلورة رؤية مشتركة لمحاربتها ومن ثم استئصالها كون أي تنمية لا تتحقق إلا بالأمن والإستقرار. اعتبر مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية ان النشاط الإرهابي في المنطقة المغاربية يعد تهديدا حقيقيا على الأمن والإستقرار الجهوي في ظل التأكد من الإرتباط الفعلي والمتناسق بين الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية من حيث التمويل والتنظيم، محذرا من ارتباطهما بظاهرة تبييض الأموال التي استفحلت وصارت تؤثر بشكل سلبي على اقتصاديات الدول المغاربية ولا تتاخر في دعم الإرهاب والجريمة المنظمة . دعا أمس مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية خلال افتتاح أشغال اجتماع وزراء خارجية إتحاد المغرب العربي إلى ضرورة إرساء مقاربة مغاربية مشتركة لمحاربة التهديدات الأمنية التي تستهدف دول المنطقة في ظل التطور الأمني الخطير الذي عرفته مالي، مقترحا إعداد وبلورة تصور مشترك حول التحديات الأمنية بالمنطقة من خلال تعزيز الترابط بين الدول المغاربية، ووضع التعاون العملياتي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان وتبييض الأموال، وألح على تفعيل التعاون القانوني والقضائي وكذا الإتفاقيات الموقعة بين البلدان المغاربية مع العمل على تأمين الحدود المشتركة وحمايتها من هذه المخاطر التي صارت تؤرق دول الاتحاد وتستنزف قدراتها . راهن مراد مدلسي وزير الشؤون الداخلية على هذا الإجتماع في تعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة ومساهمته في تدعيم التعاون الأمني بين الدول المغاربية التي تتقاسم ذات التحديات مبديا قناعته من أنه لا يمكن تصور أمن دائم ومشترك بدون تنمية ولا تنمية بدون أمن واستقرار. وأوضح مدلسي أن سعي الجزائر إلى التركيز على موضوع التعاون الأمني في منطقة المغرب نابع من وعيها بأن مسألة استتباب الأمن في المنطقة مسؤولية الجميع ولم يخف في سياق متصل أن ذلك يتطلب من الجميع تظافر الجهود لتكريس تعاون مغاربي حقيقي وفعال في هذا المجال خاصة في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان على غرار الإتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والبشر وكذا تبييض الأموال بمختلف أشكاله. واعترف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الأوضاع الأمنية في المنطقة المغاربية مازالت محل اهتمام سلطاتنا خاصة في ظل انتشار الأسلحة وتزايد الشبكات الإجرامية، مشيرا في سياق متصل أنها أضحت تشكل خطرا على أمن المنطقة، مشددا على ضرورة تكثيف التنسيق والتعاون ومضاعفة الجهود وتسخير الإمكانيات والقدرات لمواجهة الأخطار المحدقة ببلداننا. ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن بحث إشكالية الأمن في منطقة المغرب العربي والخروج بالتدابير الملائمة ليست حكرا على المنطقة المغاربية كونها تندرج في إطار الجهود الدولية الهادفة إلى إرساء الأمن في ظل جهود الأممالمتحدة في إطار استراتجيتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأشار مدلسي بأن الإجتماع سيعكف على تشخيص المخاطر الأمنية التي تهدد الأمن في منطقة المغرب العربي ومن ثم الخروج بمفهوم موحد للتهديدات التي تشكل مصدر الخطر والحرص على بلورة رؤية متكاملة ومتجانسة لتعاون مغاربي يرتكز على أسس جدية وفعالة.