عرفت أمس بلدية البوني بعنابة تصعيدا خطيرا في مستوى الفوضى والغليان الشعبي بعد أن حاول بعض سكان البناءات الهشة بمناطق سيدي سالم والصرول اقتحام مقر الدائرة تنديدا ب"التجاوزات الخطيرة" التي تطال ملف السكن الاجتماعي بدائرة البوني والتي طوقت بعناصر الشرطة تحسبا لأي انفلات أمني. وطالبت نحو 3 آلاف عائلة تقطن الأكواخ القصديرية بتنصيب لجنة تحقيق للتحري في ملف السكنات الاجتماعية، والتي حولت إلى وجهات أخرى، الأمر الذي لم يستسغه المحتجون والذين هددوا بحرق مقر الدائرة في حال عدم إدراج أسمائهم في قائمة المستفيدين من هذه السكنات. وفي سياق متصل، أقدم أمس سكان سيدي سالم على غلق الطريق المحوري المؤدي إلى مقر البلدية باستعمالهم للمتاريس والحجارة وحرق العجلات المطاطية، تعبيرا عن غضبهم إزاء تأخر الجهات المعنية في تسوية مطالبهم والتي مازالت عالقة منذ سنوات. وعلى صعيد آخر، خرجت أمس نحو 20 عائلة تقطن أحياء خرازة وحجر الديس إلى الشارع في انتفاضة شعبية، تنديدا بجفاف الحنفيات وتدهور أوضاعهم المعيشية. يحدث هذا - حسب المحتجين - في الوقت الذي ترصد فيه الدولة الأغلفة المالية من أجل تحسين المستوى المعيشي للسكان، إلا أن "تبديد المال العام والتجاوزات الأخرى" ساهمت في تصعيد فتيل الاحتجاجات بولاية عنابة والتي تحولت إلى رقعة لا تعرف الاستقرار خاصة في الآونة الأخيرة. وفي سياق آخر، هدد طالبو الشغل بعنابة بالخروج إلى الشارع في حال عدم الإفراج عن عقود التشغيل التي وعدت بها وكالات التشغيل خلال شهر ماي الماضي، وعليه تبقى عنابة على صفيح ساخن في ظل سلسلة الاحتجاجات والفوضى التي تعرفها البلديات الكبرى على غرار البوني والحجار وعنابة وسط.