تحولت الاستعانة بالجرائد والمجلات من أجل الحصول على وظيفة إلى كابوس ينغص حياة الباحثات عن العمل، فبالإضافة إلى الاتصالات المزيفة والمضايقات الهاتفية قد تتعرض الفتيات لمكائد دنيئة للايقاع بهن. وجدت الكثير من الفتيات الراغبات في الحصول على وظيفة ضالتهن على صفحات الجرائد التي تخصص مساحات لإعلانات الباحثين عن العمل، والتي يشترط أن يكون فيها وسيلة من أجل الاتصال بالمعني، غير أن هناك من يستغل حاجتهن من أجل ابتزازهن أو حتى مضايقتهن عبر الهاتف، وهو ما وقفت عنده”الفجر” من خلال الاستماع للعديد من روايات الفتيات اللاتي وقعن في هذه المصيدة. مكالمات مجهولة ومضايقات بالجملة حوّل طلب العمل، حياة الكثيرات إلى كوابيس بعدما استغل بعض الشباب العاطل من أجل التحرش بالفتيات عبر الهاتف، فهناك الكثير من الفتيات ارتكبن غلطة حياتهن بنشر طلب البحث على صفحات الجرائد، فأتحات بذلك المجال لمن هب ودب لمضايقتهن، وهو ما حدث مع الكثيرات، على غرار باية 28 سنة خريجة معهد الإعلام الآلي، التي نشرت إعلانا على أحد الجرائد الوطنية لتتهاطل عليها المكالمات من كل حدب وصوب، وطبعا لا مكالمة تخص العمل الكل يبحث عن اللهو ويتلفظ بالتفاهات والكلام الفارغ، وعلى الرغم من أن إعلانها كان منذ سنة تقريبا إلا أنها مازالت تتلقى المكالمات، وهو ما جعلها تنصح كل الفتيات بتجنب هذه الطريقة في البحث عن العمل لأنها غير مجدية، وهو رأي الكثيرات بعدما تحولت هذه الطريقة في البحث عن مهزلة إلى طريق يسلكه ضعاف النفوس للإزعاج والتحرش. مواعيد عمل تتحول إلى ابتزاز وتهديد ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك في بعض الحالات، حيث يعمد آخرون إلى محاولة اصطياد الفتيات الشريفات عن طريق مثل هذه الإعلانات وذلك من خلال الاتصال على أرقام الفتيات وإيهامهن بعروض مغرية وفق تخصصاتهن وطلباتهن، تستهدف تنظيم موعد عمل تلتقي فيه الفتاة مع صاحب العمل، ليكشف الستار عن مخططات دنيئة، ذلك ما حدث مع دنيا 27 سنة والتي تخرجت من كلية العلوم الاقتصادية، وظنت أنها وجدت فرصة حياتها من خلال إعلان نشرته في أحد الجرائد، بعدما تلقت اتصال هاتفي من شخص عرف نفسه على أنه مسؤول عن فرع شركة أجنبية بالجزائر، لتفاجأ عند لقائه بطلبات دنيئة لا تمد للعمل بصلة وهو ما جعلها تلجأ للشرطة من أجل متابعة هذا الشخص المجهول. احذرن...حتى عروض العمل مشكوك في أمرها ومن جهة أخرى نجد أن هناك بعض الأشخاص يقومون بنشر إعلانات على الجرائد وحتى على صفحات الأنترنت، كما لو كانوا يبحثون عن عاملات وعادة ما تكون السكرتيرات هن المستهدفات، حيث ينشرون كلمات قصيرة لا تعطي أية معلومات وتكتفي بوضع رقم أو عنوان للاتصال به، لتبدأ المساومة على الشرف بمبالغ خيالي. تكون البداية عند الاتصال بالرقم الموضوع، أو الذهاب إلى العنوان المسجل على أمل العثور على عمل شريف، ولكنهن يفاجئن بأن الإعلان لم يكن إلا حيلة لاصطيادهن وأن صاحب الإعلان لا يبحث إلا عن فتيات للتسلية وهو الأمر الذي قد يصدمهن. وأكبر مثال على ذلك العرض الذي وجدته لامية على جريدة قبل أشهر، واتصلت بصاحب الرقم معتقدة أنها فعلا ستعمل عملا شريفا، ورغم أن لهجة الرجل الذي حدثها كانت غربة، إلا أنها لم تفكر في أن البحث عن العاهرات قد يكون بهذه الطريقة وعندما اتجهت إلى البيت، وقابلت الرجل راحت تحدثه في تفاصيل العمل وكان يحدثها بالإشارات فلم تفهم، فاضطر إلى أن يصارحها بل ويقترب منها ويحاول لمسها ولكنها صرخت وهربت، ولما قصت على صديقة لها عما وقع لها، أخبرتها عن سر تلك العروض المشبوهة.