تشهد محلات بيع التوابل بسيدي بلعباس، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، إقبالا كبيرا لربات البيوت اللاتي تهافتن لاقتناء مختلف التوابل التي تدخل في تحضير الأطباق الرمضانية، على غرار راس الحانوت التي تعد من التوابل الأساسية في طبق الحريرة، هذا الأخير الذي يتربع على المائدة العباسية خصوصا ومائدة الغرب الجزائري عموما بلا منازع، حيث تفضل معظم ربات البيوت اقتناء التوابل المغربية المخصصة لذلك، والتي تلقى رواجا كبيرا نظرا لجودتها وطريقة مزجها، إذ اختص بائعو التوابل بسيدي بلعباس في التفنن في مزج التوابل وتشكيل خلطات جاهزة على الطريقة المغربية لتحضير الأطباق التقليدية كتلك المخصصة لطبق الحلو، وأخرى مخصصة للسمك وغيرها أوجلبها جاهزة من الحدود المغربية. أما فئة أخرى من النساء فتفضلن شراء التوابل على شكلها الطبيعي وكل نوع على حدة، لتقمن بسحقها بمفردهن أياما قبل استقبال الضيف إيمانا منهن بمحافظتها على نكهتها الأصلية القوية، وكذا لتكون مميزة كتميز شهر رمضان عن غيره من الشهور الأخرى. ومن جهة أخرى راجت خلال شهر رمضان الجاري ظاهرة اقتناء الأواني الفخارية بكثرة، حيث شهدت محلات بيعها إقبالا كبيرا للعائلات التي دفعها الحنين للماضي إلى استرجاع لحظات الإفطار بلمسة تقليدية تتزاوج فيها الأكلات التقليدية مع الأواني التقليدية لإضفاء نكهة الأصالة على مائدة الإفطار.