تحاملت صحيفة ”تيليغراف” البريطانية على النشيد الوطني الجزائري الذي كتبه الشهداء بدمائهم وصنفته ضمن أسوإ الأناشيد في العالم بعدما وصفته ”بالعدائي” ضد فرنسا الاستعمارية، في وقت اعتبرت فيه نشيدها الوطني رائدا رغم أنه يحرص على احتقار سلالة ”وليام والاس” الذين قاوموا الاحتلال البريطاني فترة طويلة من الزمن. تجاهلت صحيفة ”تليغراف” محتوى نشيدها المبني على العدائية ضد الشعب الاسكتلندي، الذي يدعو إلى سحق المتمردين الذين يحلمون باستقلال بلادهم عن المملكة، خاصة وأنها حكمتهم فيما مضى بالدم والحديد وأذاقتهم مختلف أنواع العذاب وكانت دولة استعمارية اغتصبت أرضا لم تكن يوما ملكها، وأباحت لنفسها ممارسة كل أنواع الظلم والتعدي على حقوق الغير وهي التي طالما افتخرت بدفاعها عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في العالم. وما يعكس ذلك قولها في مقطع من سلامها الوطني ”الاسكتلنديون العصاة سَيُسْحقون”، في إشارة منهم إلى أن الصراع مع اسكتلندا متواصل مع وجود نية مستقبلية لإبادة كل رافض للهيمنة البريطانية. ولم تجد الصحيفة حرجا في منح النشيد البريطاني المرتبة الأولى رغم احتوائه 19 بيتا من مجموع 50 لم يخرج عن إطار تمجيد الملكة والتملق لها بعبارات تأرجحت بين ”فليحفظ الله الملكة.. أطال الله سلطتها .. سخر ذراعها للدفاع عن بريطانيا.. فلتملك علينا طويلا”. واستغلت بذلك ”تيليغراف” استضافة بلادها للألعاب الاولمبية للتقرب من حليفتها الأزلية في الاستعمار التي طالما شاركتها الأطماع وتقاسمت معها نزعة اغتصاب ممتلكات الغير ، ويبدو أن الصحيفة البريطانية التي منحت لنفسها حق انتقاد الأناشيد الوطنية للعديد من الدول دون اعتمادها على منهجية وأسس واضحة لم تتمعن جليا في نشيدها الوطني وغفلت عن مقولة ”الجمل لا يرى سنامه” ، ولم يكن انتقادها للنشيد الوطني إلا مجرد تحامل على الجزائر التي نقشت اسمها من ذهب في تاريخ النضال والدفاع عن الحريات الذي رصّعه الشاعر الكبير مفدي زكريا برائعة ”قسما” . حسيبة. ب الجزائر تحتج بشدة وتطعن في صدق الروح الأولمبية المثالية ”تيليغراف” مطالبة بالاعتذار للجزائريين لإساءتها ل ”قسما” سارعت الجزائر في رد فعلها على الإساءة التي طالت النشيد الوطني من طرف صحيفة ”دايلي تيليغراف” البريطانية، إلى مطالبتها باعتذار، ووجهت لها احتجاجا شديد اللهجة لتطاولها على أحد الرموز الوطنية، حيث أعرب سفير الجزائر بلندن عن ”احتجاجه الشديد” لدى مدير نشر الصحيفة. أوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن سفارة الجزائر بلندن قدمت احتجاجا شديد اللهجة لدى مدير هذه الصحيفة، مرفوقا بتوضيح سيدرج في هذه اليومية، موضحا أنه سيتم القيام بمساع لدى الجهات المختصة من أجل جلب انتباهها بخصوص فحوى هذا المقال الذي يمس بالروح الأولمبية المثالية ويسيء إلى ما تكبده الشعب الجزائري من معاناة من أجل الحصول على استقلاله واسترجاع كرامته وسيادة وطنه كما يسيء لنشيده الوطني الذي يعد مكسبا ثابتا لثورة الفاتح من نوفمبر. من جهتها، نددت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بشدة بالاستفزازات الصادرة عن صحيفة ”ديلي تلغراف” البريطانية إزاء النشيد الوطني وذلك في مقال صدر بمناسبة احتضان بريطانيا للألعاب الاولمبية 2012. واستنكرت المنظمة في بيان أصدرته أول أمس بالتطاول قائلة ”إننا نستنكر وندد بشدة بهذا السلوك العدواني واللاأخلاقي والإجرامي حيث يندرج في إطار الفكر الكولونيالي البريطاني الجديد” مبرزة أن ”ديلي تيليغراف” تتجاهل محتوى نشيد بلدها وأناشيد الكثير من الدول ذات الماضي الاستعماري”. وأوضحت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء أن النشيد هو اللحن الخالد والكلمات التي تخلد بطولات هذا الشعب الأبي الذي ضحى بالنفس والنفيس ودفع بمليون ونصف مليون شهيد من خيرة أبنائه من أجل استرجاع سيادته وتطهير أرضه من الاستعمار الفرنسي”. وأردف أن هذا النشيد هو ”عنوان سيادتنا ورمز من رموز دولتنا حيث اقتدت به وطنية الكثير من الشعوب التي كافحت الاستعمار عبر كل القارات” ملحة على ضرورة ”تنديد الشرفاء بهذه التصرفات الدنيئة”. وأكدت أنه على الدولة أن تضع حدا لهذه التصرفات ب ”استعمال كل الوسائل حتى تعتذر هذه الصحيفة ومن ورائها على هذا العمل الإجرامي”. وفي هذا السياق ذكر البيان أنه كان حري بالجريدة أن ”تندد بما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من تعذيب وتهجير وأن تصنف بالأسوإ نشيد الوفد الصهيوني العنصري المشارك”.