أقدم إسلاميون متشددون يحتلون بلدة اغولهوك شمال مالي على رجم رجل وامرأة يقيمان علاقة خارج إطار الزوجية حتى الموت أمام نحو 200 شخص، الأمر الذي أثار سخط الأهالي الذين ضاقوا ذرعا من تعقيد حياتهم اليومية. وحسب مصادر إعلامية، فإن مسؤولا في الحكومة المحلية ذكر ”شهدت عملية الرجم، وقد اقتاد الإسلاميون الرجل والمرأة غير المتزوجين إلى وسط اغولهوك ووضعوهما في حفرتين وقام الإسلاميون برجمهما حتى الموت”. وبدأت ملامح النموذج ”الطالباني” للحكم في شمال مالي تظهر مباشرة عقب تمكن المتشددين الإسلاميين من إحكام سيطرتهم على المنطقة في ظل انهيار تام للسلطة المركزية، حيث يسيطر المتشددون الآن على جميع المدن الثلاث الرئيسة في الشمال، وهي تمبكتو، غاو وكيدال. يذكر أن حركتي ”أنصار الدين” و”التوحيد والجهاد” المتشددتين، القريبتين من تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أقامتا سيطرتهما على المناطق الشمالية من مالي وطردتا المتمردين الطوارق منها، وقد فر آلاف السكان من المناطق التي استولت عليها هاتان الحركتان. وتوالى التنديد الدولي بالمتشددين خاصة عندما قاموا بتدمير أضرحة أولياء مسلمين من المتصوفة في مدينة تمبكتو القديمة ترجع إلى قرون مضت، وترى العقيدة السلفية المتحجرة لهؤلاء المتشددين التي تحرم تبجيل الأولياء، أن زيارة الأضرحة جزء من عبادة الأوثان. ويقوم متشددون بقمع أي احتجاجات ضد هذه السياسة المتطرفة الطارئة على المنطقة، وفقا لقانون المحاكم الشرعية التي شكلوها بغرض تطبيق الحدود مثل الرجم حد الموت. ويقول مراقبون إن هذه المعطيات تؤشر إلى أن المخاطر التي تتهدد هذا الجزء من مالي، يمكن أن تمتد إلى مجالات جغرافية أبعد خاصة في اتجاه الشمال إذا لم يتم التحرك بشكل فاعل للقضاء على الإمارة الموعودة في مهدها.