عيد السبيبة من المواسم والمهرجانات الشعبية الشهورة جدا في منطقة طاسيلي ناجير، حيث يعى التوارق موسم عاشوراء في احتفالية خاصة يمتزج فيها الديني بالفلكلوري صار لهذا الموسم شهرة حتى خارج البلاد عن الطريق السياح الاجانب الذي يزرون جانيت. يعود تقليد عيد السبيبة الى سنوات خلت، حيث يقال إن السكان يحتفلون باليوم الذي نجى فيه الله موسى من الغرق وأهلك جند فرعون في شهر محرم الذي يسمى عند اهل جانيت ب” السبيبة” وتسمى التحصيرات التي تعد لطقوس هذا الاحتفال الذي تعرفه مناطق جانيت خاصة قصور الزالواس والميهان تسمى عند السكان المحليين ب”بتيمولاوين” وتشمل اللباس والرقصات وإيقاع الطبل ”القنقا” وكذا غناء النساء في ليلة التاسع من محرم وتعرف عند التوارق باسم ”تامولي تامقرت” يتم فرز الامكانيات الحقيقية لكل شخص يشارك في المهرجان لأن السبيبة في نهاية المطاف هي حرب سلمية في كل انواع لفلكلور من الرقص واللبس الى الغناء والشعر يتنافس فيها سكان القصرين المذكورين، حيث يلتقي عناصر الفريقين حاملين السيوف بأيامنهم والمحارم باليد اليسرى وهم يتوشحون ألبستهم التقليدية معتمرين نوعا من الخوذة التقليدي يسمونها ”التكومبوت” بينما النساء يضربن على آلة ”القنقا” بينما الراقصين يطوفون بالساحة التي تحتضن التظاهرة على مرحلتين واحدة في الصباح ويميزها الرقص والغناء والثانية يتم خلال استعراض ”بالتيكمس” من قبل قصري الزلواس والميهان وهي عبارة عن عباءات رجالية فضفاضة يرتديها من يقيمون بإتمام دورة العام حول ساحة المهرجان ويتم بعدها الاعلان عن اسم القصر الفائز في مسابقات الرقص والشعر والمبارزة وساد اعتقاد قديم أن عيد السبيبة واجب مقدس لا يمكن الاستغناء عنه تحت أي ظرف من الظروف وإلا حل مكروه بالمنطقة. والجدير بالذكر أن المهرجان تم اعتماده بطريقة رسمية من قبل وزارة الثقافة منذ سنتين. تقول الروايات الشعبية ان اصل المهرجان او التظاهرة يعود الى عهود غابرة عرفت فيها قبيلتي”اورام” و”تارأورفيت” حروبا طاحنة دامت سنوات وتقرر وقف الحرب وصلح تاريخي تزامن مع غرف فرعون ونجاة نبي الله موسى فتقرر منذ ذاك الحين اتخاذ اليوم والحدث تقليدا احتفالا بالسلام ووقف الحرب والنجاة من المآسي التي طحنت أكبر قبيلتين على مر عصور ويعتبر تكرار الاحتفال السنوى هو تجديد العهد بالسلام ونبذ الحرب وتربط الكثير من الروايات بين هذه الاحداث وكره التوارق للسلاح الناري الذي لا يحملونه ابدا وتعد تظاهرة عيد السبيبة موسما للافراح، حيث تنحر خلاله الابل وترتدي النساء اجمل حليهن وينشد فيه الاطفال والعقال تاريخ التوارق في شكل مقامات وأشعار على وقع رقصات الفرسان الملثمين ويتم خلال التظاهرة ايضا التعارف بين الفتيان والفتيات وتم عقد القران خاصة وأن التظاهرة تعد مناسبة لعودة التجار والمغتربين من الولايات والبلدان المجاورة.