ذات يوم خرجت الستوت إلى السوق في وقت متأخر فوجدت كل الدكاكين مغلقة إلا دكانا واحدا، فاقتربت من صاحبه وسألته عن السبب فقال لها أنه من قرية أخرى بعيدة، تزوج منذ زمن بعيد وترك بنتين لكن أمهما هربت ومنذ ذلك اليوم لم يظهر عنهن أي خبر، منذ أكثر من سبع سنوات. بعد أن استمعت العجوز لقصة الرجل قصدت بيت القاضي وهي تولول باكية: يا سيدي القاضي لقد تزوجت من رجل ومنذ حوالي سبع سنوات فر وترك لي بنتين، وقد بقيت أبحث عنه حتى وجدته في هذه البلاد، وله دكان في السوق، وأنا الآن أريد حقي وحق ابنتي منه، عليه أن يطلقني أويعيدني إلى بيتي لا أن يتركتى معلقة فما كان من القاضي إلا أن أرسل في طلب الرجل صاحب الدكان. وخلال هذه الفترة توجهت العجوز الستوت إلى بيتها أوصت بنتيها قائلة: سيأتي احد رجال القاضي وسترافقانه إلى المحكمة، وهناك ستجدان رجلا صفاته كذا وكذا ويلبس كذا وكذا..وعندما تدخلان عليه تعلقا به وقبلانه وقولا: أبي أبي، أين كنت كل هذه المدة، ثم أقفلت راجعة إلى دار القاضي وسبقت الحارس الذي جاء بالرجل يجرجره ومثُل الرجل أمام القاضي الذي خاطبه: هذه العجوز تقول انك زوجها وقد هجرتها منذ سبع سنوات. الرجل المسكن بهت من المصيبة التي نزلت عليه مثل الصاعقة وأخذ يقسم انه لا يعرف العجوز ولم يحدث يوما ان التقاها إلا هذا الصباح لكن العجوز أصرت على كلامها وطلبت من الحارس ان يذهب الى بيتها ويأتي بالبنتين فيما تبقى هي في دار القضاء حتى لا تتهم بأنها أوصت ابنتيها. نفذ الحارس مهمته ولما دخلت البنتان ورأتا اوصاف الرجل كما ذكرتها لهما امهما العجوز تعلقتا به وأخذتا تبكيان أبي أبي... أين كنت كل هذه السنوات فما كان من القاضي إلا أن حكم لصالح العجوز التي طلبت أن يعيدها الرجل الى عصمته ويتكفل بها وابنتيها فقام الرجل بتنفيذ حكم القاضي لانه كان مجبرا وهولا يكاد يفهم شيئا مما حدث له في ذلك الصباح.