يُروى أنه في قديم الزمان كانت هناك عجوز اشتهرت بالمكر والخديعة وسوء المظهر واعتادت على تدبير المكائد لغيرها وحدث يوما أن كانت العجوز تمر بمكان يجلس فيه بعض سكان البلدة وقد اعتادت العجوز أن تسمع الجماعة تلعن إبليس وتسب الشيطان وكانت العجوز الشريرة دائما تتساءل لماذا الجماعة دائما يسبون ابليس ماذا فعل لهم؟ تجسّد لها الشيطان بينما هي في خضم تساؤلها وخاطبها ”مابك أيتها العجوز؟ فقالت له لا افهم لم الجماعة تلعن دائما الشيطان فقال لها لأنه دائما يثير الفتنة ويمنع عن فعل الخير، فقالت له إنه لا يستطيع فعل ذلك، فقال لها ما رأيك أذهب إلى تلك الجماعة وأفرقهم فقالت له جرّب حتى ارى بنفسي، فذهب الشيطان وأثار فتنة داخل الجماعة حتى اوشكوا على الاقتتال وتفرقوا وما عادوا يجتمعون بعد ذلك أبدا وعاد مزهوا بنفسه الى العجوز قائلا أرأيتي قالت له متعجبة هذا كل شيء إنه امر بسيط جدا وأضافت ”هل لديك شيء مستعٍ ولم تقدر على تحقيقه فأجابها نعم هناك امرأة متزوجة من ابن عمّها حاولت مرارا أن أفرق بينهما لكنني فشلت. قالت له العجوز حسنا، دُلني على منزلها ومنزل أهلها ومنزل أهل زوجها، وأخبرني عن اسمها واسم زوجها ثم طلبت منه أن يأتيها بفردة حذاء جديد، لبّى إبليس كل طلبات العجوز وبقي يتفرج على مخططها بينما ذهبت هي وطرقت الباب فدعتها صاحبة البيت للدخول وسألتها من تكون فأجابت العجوز بخبث، أنا قريبة لك جاءت من بلاد بعيدة كنت مسافرة منذ سنين تغربت فيها ألست انت فلانة بنت فلان وفلانة وزوجك فلان ابن فلان وفلانة... تأكدت صاحبة البيت أن العجوز تقول الحقيقة مادامت تذكر لها افراد عائلتها وعائلة زوجها فأدخلتها وأحضرت لها الطعام وفيما كانت سيدة البيت منشغلة بإعداد الطعام لضيفتها قامت العجوز برمي فردة الحذاء في ساحة البيت ثم خاطبت مضيفتها هلا أحضرت لي ملعقة لانني لا آكل إلا بملعقتين تعجبت المرأة لكنها لم تتأخر في تلبية طلب العجوز فأخذت العجوز مرة تأكل بملعقة ومرة بأخرى وفجأة سمعت المرأة طرقا على الباب فوجدته زوجها عاد ليتناول غداءه فأخبرته أن هناك قريبة لهم جاءت من بلاد بعيدة عليه أن يسلم عليها ولما دخل الرجل قالت العجوز من هذا فأجابت المرأة إنه زوجي ردّت العجوز مستغربة زوجك؟ إذا كان هذا زوجك فمن يكون الرجل الآخر الذي كان يأكل معنا منذ قليل؟ وتظاهرت العجوز بالحيرة ”والله عمري ما سمعت بامرأة متزوجة من رجلين” بدأ الشك يتسرب إلى عقل الزوج فيما المرأة المسكينة وقفت مشدوهة وهي تنظر إلى وجود شخص آخر دخل بيتها غير العجوز لكن الرجل كان قد قام بضرب زوجته بعدما وجد فردة الحذاء والملعقة المستعملة، مما يعني أن شخصا ثالثا فعلا كان هنا. وبينما دخل الرجل في عراك مع زوجته كانت العجوز قد تسللت قاصدة بيت أهل الزوجة وأخبرتهم أن ابنتهم تتعرض لضرب شنيع من قبل الرجل وقد تموت إذا لم يغيثوها، فهرع أهل المرأة حاملين العصي والسكاكين، بينما العجوز ”الستوت” كانت تقصد بيت اهل الزوج وتخبرهم أن ابنهم ”تحامى” عليه أهل الزوجة وقد يقضون عليه فأسرع أهل الزوج لنجدة ابنهم واختلط الحابل بالنابل وفرت الستوت تاركة ابليس يتفرج على البيت الذي احترق والعائلة التي تهدمت.