لقي، أول أمس، عون الحماية المدنية ”ب. منصف”، عمره 39 سنة، وعون محافظة الغابات ”ر. نور الدين”، البالغ من العمر 47 سنة، حتفهما عندما تدخلت فرقتهما لإخماد الحريق المهول الذي شب في منطقة المزرعة ببلدية المشروحة ولاية سوق أهراس وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين جبال بني صالح وجبال أولاد بشيح، الأكبر على مستوى الشرق الجزائري. وحسب مصادرنا، فإن الضحيتين حاصرتهما النيران التي انتشرت بسرعة كبيرة كون المنطقة غنية بأشجار الفلين والزان سريعة الالتهاب، وما زاد الطينة بلة هو عدم إدراك المصالح المعنية بأن الحريق كبير جدا، حيث قضى على نحو 70 هكتارا من الغابات فضلا على انعدام مسالك النجاة داخل الغابة والفوضى التي تسود عملية تربية النحل بداخل هذه المنطقة الجبلية. وأشارت بعض المصادر إلى أن الحرائق هي نتيجة أخطاء بشرية، كما انجر عن هذا الحريق عدة إصابات، بينها إصابة خطيرة لعون حماية مدنية آخر وحدوث عدة كدمات وإغماءات وسط أعوان الحماية وأعوان الغابات نتيجة هول الحريق الذي لم يترك أي فرصة لإخماده وظل مشتعلا إلى غاية صباح أمس، ما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى نحو 50 درجة بضواحي المنطقة المشتعلة ووصلت إلى 45 درجة بولاية سوق اهراس حتى كادت الرؤية تنعدم فيها نتيجة الدخان المتصاعد. للإشارة، فإن الضحيتين تم تشييع جنازتهما أمس في جو مهيب بحضور المدير العام للحماية المدنية والمدير العام لمحافظة الغابات، فيما فتحت مصالح الدرك تحقيقا للوصول إلى حقيقة ما حدث والأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق، كما نشير إلى أن عنصر الحماية المدنية المتوفى ينتمي إلى الرتل المتحرك الذي تم تنصيبه خلال شهر جوان من قبل القافلة الوطنية للحماية المدنية التي تأسست لهذا الغرض خلال شهر جوان وجالت الولايات الأكثر تعرضا للحرائق. إلى ذلك، اندلع حريق آخر في منطقة أولاد إدريس أتى على نحو 30 هكتارا من الغابات الواقعة بين بلديتي أولاد إدريس وويلان، وتعتبر هذه الحرائق الأكبر على الإطلاق في ولاية سوق أهراس.