تعيش نحو 20 ألف عائلة، تقطن بمنطقتي سيدي سالم وبوسدرة بعنابة، في بيوت هشة آيلة للسقوط، في الوقت الذي لم تحرك فيه السلطات الولائية ساكنا من أجل دعم هذه العائلات المهددة بموت محقق في ظل الاستقدام العشوائي للكهرباء والكوابل ذات الضغط العالي، والتي تقطع هذه السكنات فيما تنتظر أكثر من 600 عائلة بالأرياف والمشاتي نصيبها من البناء الريفي. وطالبت العائلات الريفية بدعمها أكثر بإعانات الدولة الموجهة للبناء الريفي، خاصة وأنه تم تسجيل أزيد من ألف طلب، عبر مختلف مشاتي بلدية البوني، على اعتبار أن الإجحاف طال سكان هذه البلدية من خلال الحصة الهزيلة التي تم منحها، سواء تعلق الأمر ببرامج السكن الاجتماعي، أوإعانات البناء الريفي. حيث لا يزال السكان يتخبطون في مشكل السكن، مطالبين برفع الغبن عن الحي الفوضوي سيدي سالم، كما طالب سكان العمارات المجاورة بإعادة النظر في مطلبهم المتعلق بربط سكناتهم بالغاز الطبيعي والذي لا تبعد أنابيبه الرئيسية عن الحي سوى ب 500متر، على اعتبار أن العديد من الأحياء المجاورة استفادت من هذه المادة الأساسية. في الوقت الذي لا يزال سكان بوسدرة يعانون الأمرين مع قارورات غاز البوتان، مع العزوف الجماعي لسيارات الفرود التي ترفض استعمال هذا الطريق، الأمر الذي ساهم في مضاعفة المعاناة التي يعيشها السكان، والذين يتخبطون في الكثير من المشاكل التي عقدت من حياتهم وباتت تشجعهم على الهجرة نحو بلدية البوني، تاركين وراءهم ثرواتهم الحيوانية التي تزخر بها المنطقة، التي تعتبر من أهم المناطق الفلاحية بولاية عنابة. ومن جهة أخرى؛ عبر سكان بوسدرة وسيدي سالم عن امتعاضهم الشديد إزاء إقصائهم من أحقية الاستفادة من البرامج التنموية خاصة منها الإنارة العمومية، وتهيئة الطرقات، وأضاف السكان أنه على الرغم من عديد الشكاوى الموجهة إلى السلطات الولائية ومسؤولي قطاع الأشغال العمومية، إلا أن هذه الشكاوى لم تجد صدى، وهو ما ساهم في مضاعفة إحساسهم بالحقرة والتهميش التي يعيشها مواطنو بلدية البوني، والذين أكدوا أن بلديتهم لم تأخذ لحد الساعة حظها من المشاريع التي ساهمت بشكل أو بآخر في تحسين الظروف المعيشية لأحياء أخرى، في الوقت الذي لازال فيه سكان هذه الأحياء يتخبطون في مشاكل لا حصر لها وتحتاج إلى برنامج كبير لتعزيز الإنعاش الاقتصادي.