يعاني سكان دار عيسي البالغ عددهم قرابة 1000 نسمة ببلدية الشرايع الواقعة على بعد 7 كلم عن القل غرب ولاية سكيكدة من غياب التغطية الصحية، ولا وجود لزيارة الطبيب في قاموسهم الصحي، فرغم وجود قاعة علاج أنجزت منذ عدة سنوات، إلا أنها بقيت غير مستغلة ولم تفتح في وجه السكان، حيث طالها التخريب والإهمال من خلال تكسير نوافذها الزجاجية في الوقت الذي صرفت فيه الدولة مبالغ مالية لإنجازها وهي معرضة لمزيد من التخريب. ويضطر السكان من أجل حقنة دواء التنقل إلى مقر البلدية على بعد 11 كلم، في ظل الوضع المتدهور للطريق المؤدي إلى القرية والرابط بالطريق الولائي رقم 07 مما زاد من معاناة السكان، حيث يتعذر عليهم نقل مرضاهم، نتيجة عزوف أصحاب السيارات عن استعمال الطريق فيما تحول صاحب سيارة "فرود" إلى سيارة إسعاف يقوم السكان بحجز مواعيد مسبقة لنقل مرضاهم وسط مخاطر الطريق الذي عرف حوادث أليمة بسبب انجراف أجزاء منه، آخرها حادث وفاة شخصين من سكان القرية في انحراف سيارة تقل مجموعة منهم نحو مدينة القل، هؤلاء يضطرون إلى القيام بعمليات تطوع لترميم ما يمكن ترميمه من الطريق والسماح بمرور المركبات وتكون المعاناة كبيرة عند الحالات المرضية الاستعجالية، وكذا أثناء نقل النساء الحوامل إلى القل. وسبق للعديد من نساء القرية أن وضعن حملهن في الطريق، فيما يلجأ بعض السكان، لاسيما منهم الذين يعانون من قلة الإمكانيات المادية إلى استعمال الطب التقليدي للتدواي من الأمراض خاصة أمراض الزكام والحساسية وغيرها من الأمراض وذلك باستعمال الأعشاب، واشتكى بعض الأولياء من إصابات خطيرة مست أطفالهم نتيجة ارتفاع حرارة أجسامهم بسبب المرض دون تلقيهم العلاج. وحسب مصدر مطلع ببلدية الشرايع، فإن قاعة العلاج التي أنجزت في إطار برنامج التنمية البلدية المحلية منذ ثلاث سنوات تنتظر فتحها من طرف المصالح المختصة بمديرية الصحة. وحسب ما علمناه فإن سبب عدم فتحها يعود إلى غياب ممرضين بالمنطقة يقومون بالعمل بالقرية وعزوف المؤطرين من المناطق الأخرى عن العمل بها لأنها بعيدة نسبيا ومعزولة، وعن تدهور الطريق أشار نفس المصدر إلى أن شبكة الطرق البلدية مقترحة لإصلاحها وترميمها في إطار البرنامج القطاعي لسنة 2012. كما اشتكى العديد من سكان حي توسان ببلدية الشرايع مما سموه الحرمان المتواصل من قبل السلطات المحلية المتعاقبة على تسيير البلدية، وهو ما جعلهم يعيشون في وضع مزري بالرغم من أن حيهم لا يبعد عن مقر البلدية سوى ب 2 كلم فقط، إلا أنه لم ينل حظه من المشاريع التنموية. ويطالب السكان -حسب حديث ممثلين عنهم - بإنجاز مدرسة ابتدائية تنهي المعاناة اليومية لتنقل أبنائهم وأبناء أحياء مجاورة مثل مرج جوهر وقواسم إلى المدرسة المتواجدة بمقر البلدية، أين يضطر التلاميذ السير مسافة كيلومترين، مشيا على الأقدام للوصول إلى المدرسة وفي ظروف أثرت سلبا على المردود الدراسي لهم، في ظل غياب النقل المدرسي وعدم تشجيع الخواص على توفير النقل الجماعي. ويطالب السكان بإصلاح الطريق، الذي يعرف تدهورا كبيرا ساهم في تردي أوضاعهم وأفرز لهم متاعب يومية أثناء التنقل، خاصة وأن أجزاء منه تعرضت للانجراف وأصبحت غير صالحة حتى لمرور الشاحنات، لاسيما أثناء فصل الأمطار وتأسف سكان الحي لقيام مصالح البلدية بتعبيد مسافة 500 متر فقط من الطريق وعدم إكمال بقية المسافة. وحسب ما علمناه فإن تعبيد الجزء المذكور كان في إطار مشروع تعبيد وسط البلدية وبعد بقاء جزء من مادة الزفت تم وضعه في جزء من طريق توسان في انتظار تخصيص مشروع لإصلاح الطريق ضمن البرامج القطاعية.