نجا اللاجئون الماليون من خطر السيول الجارفة التي اجتاحت منطقة تيمياوين الواقعة أقصى جنوبالجزائر، نهاية هذا الأسبوع، وتم انتشالهم من الوادي الجاف الذي خيموا فيه منذ أزيد من أربعة أشهر، حيث جعلت الأمطار الغزيرة المنطقة منكوبة بنسبة 95 بالمائة في الوقت الذي استحال فيه نقل المساعدات بسبب تحول الطريق الرملي الوحيد إلى وديان وجداول. وحسب مصادر ”الفجر” فإن رئيس بلدية تيمياوين، أعلن أن المنطقة منكوبة بنسبة 95 بالمائة، وسكانها بأمس الحاجة إلى المساعدات بعد تعرضها إلى وابل من الأمطار منذ يوم الأربعاء تحولت بعدها إلى فيضانات تسببت في أضرار كثيرة، منها انهيار خيم البدو الرحل، وانجراف كميات معتبرة من أدوات ومستلزمات السكان في وقت سقطت فيه أربعة أعمدة كهربائية وتعرضت الكثير من البنايات للردم. وأضافت ذات المصادر أن الخطر الكبير كان يحوم حول موقع تمركز اللاجئين الماليين باعتباره في الأصل واديا جافا سرعان ما تعرض للفيضان بمجرد تهاطل الأمطار التي كانت غزيرة، حيث تم انتشالهم منها بصعوبة كبيرة خاصة وأن أغلب الموجودين نساء وأطفال في أزيد من 11 خيمة، تم نقلهم على جناح السرعة إلى مواقع آمنة في انتظار التكفل بهم مجددا. وحسب المصادر ذاتها، فإن مسألة نقل المساعدات للمتضررين باتت أكبر هاجس يطارد المسؤولين. فالطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة تيمياوين انطلاقا من برج باجي مختار على امتداد 150 كلم أضحى أغلبه وديانا وجداول باستثناء 50 كلم تم تعبيدها، الأمر الذي يحول أمام أي إمكانية لنقل المساعدات الإنسانية بواسطة الشاحنات، ولا يمكن إلا الاستعانة بسيارات الدفع الرباعي والتي لن تكفي احتياجات السكان التي تتزايد مع مرور الوقت وظهور أضرار أخرى والتي يمكن أن تكون كارثية، خاصة وأن أغلب قاطني تيمياوين من البدو الرحل. ولاتزال الأمطار تهطل بالمنطقة منذرة بكارثة أخرى وامتدت إلى المناطق المجاورة، وكان رئيس دائرة ”زاوية كنتة” قد تنقل إلى تيمياوين للوقوف على درجة المعاناة التي يعيشها السكان وذلك بدلا من رئيس دائرة برج باجي مختار الذي هو في عطلة.