في قصيدة بعنوان “محبة” يعترف الشاعر خالد بن صالح:” قلبيَ الأخضر.. النَّدي.. المليء بمحبةِ العالم.. يُشبِهُ ضفدعاً.. حُشِرت بين شفتيهِ سيجارة .. فانفجر. وبهذه اللغة المتفجرة بالخيال والنفس التجريبي الذي لمسناه في مجموعته الأولى “سعال ملائكة متعبين”، يعود الشاعر خالد بن صالح إلى الساحة الأدبية الجزائرية بإصدار شعري جديد تزامنا والمعرض الدولي للكتاب 2012، عن منشورات ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر، حملَ عنوان: “مائة وعشرونَ متراً عن البيت” وضم في 80 صفحة ثلاثة أجزاء هي: حديث أموات، هواء ثمل، والاعترافات الأخيرة لعائد من القبر.. ولعل القارئ يتساءل منذ الاستهلال الذي يكشف عن التيمة الأساسية للديوان وهي الدخول في حالة الموت وتمثِّلها شعرياً: ماذا يوجد على بعد 120 متراً عن البيت؟ هو الجواب الشائك ربما، المفضي إلى أسئلة أخرى في مغامرة جديدة لشاعرٍ يحاول عدم الاستسلام لموانع الشعر في هذا العالم وإن كان يحملُ سكيناً لينحت كلماته. يكتب خالد: تعلَّمتُ حملَ السِّكين هنا.. وكجندي ساذج لم يحظَ بتدريبٍ جيِّد جرحتُ نفسي مراراً.. ليختمَ: تعلَّمتُ هنا كيف أقتلُ الشَّاعر دون خطأ.. وأكوي جرحاً قديماً سمَّيتهُ الكتابة.. ليتوقَّف هذا النزيفُ الآن.. وينام الأحِبَّةُ هانئين من شروري. وخالد بن صالح شاعر من مواليد 1979، صدرت له مجموعة أولى “سعال ملائكة متعبين” عن الدار العربية للعلوم ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر 2010، ينشر أغلب قصائده في مجلة “أوكسجين” الإلكترونية وبعض الملاحق الثقافية المحلية والعربية. تُرجم عدد من أشعاره إلى الفرنسية والانجليزية، آخرها مشاركته في العدد الثالث لمجلة “مانج موند”.”.