استعان محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب حميدو مسعودي، بغالبية الأسماء التي سبق لها وأنّ نشطت الطبعات السابقة من المعرض، لتنشط له برنامجه الأدبي الخاص بطبعة هذا العام، التي سنتطلق فعليا في ال21 من سبتمبر الجاري. وجد القائمون على معرض الكتاب في دورته الجديدة التي تقام بقصر المعارض “صافاكس”، أنفسهم في ورطة كبيرة، بعدما اعتذر عدد من الشخصيات الثقافية العالمية عن الحضور إلى المعرض، ما دفع بهؤلاء إلى الاستنجاد بمثقفين من الدرجة الثانية غالبيتهم شخصيات سبق لها أن شاركت في الطبعات ال3 الأخيرة من “سيلا” إن لم نقل في الطبعات الخمس الأخيرة. حيث سيتفاجأ الزائر إلى معرض الجزائر الدولي للكتاب من التكرار الذي سيطغى على التظاهرة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الثقافي والأدبي للمعرض الذي يشرف عليه حميدو مسعودي، مدير المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حيث نجد أنّ غالبية الأسماء التي ستنشط هذه الفعاليات التي تقام من 21 إلى 29 سبتمبر الجاري هي أسماء طالما نشطت غالبية النشاطات الأدبية والثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة أو المقربون منها، بدءا من الكتاب الجزائريين أمثال أحمد منور، رشيد بوجدرة، واسيني الأعرج، حميد قرين، زينب الأعوج، تسعديت ياسين، أو المغتربين عمارة لخوص، فضلية مرابط، ياسمينة خضرا، وصولاً إلى الكتاب الأجانب الذين انقسموا إلى قسمين، قسم سبق له أن كان حاضراً في معرض الكتاب وغالبية هؤلاء تربطهم صداقات قوية مع من وضعوا كمستشارين لمحافظ المعرض أمثال ياسين عدنان، اسكندر حبش، خالد نجار، وغيرهم من الأسماء التي كان لها موعد مع القارئ الجزائري منذ أقل من سنة، ولا يرتقب أن يأتي هؤلاء بجديد في هذه المشاركة، خاصة إذا ما نظرنا إلى كون هذه الأسماء هي شخصيات شاركت على الأقل في الثلاث طبعات السابقة من المعرض وكانت مشاركتها لا تختلف عن سابقتها، فمثلا الشاعرة زينب الأعوج تشارك في كل التظاهرات الثقافية والأدبية التي تقام بالجزائر بقراءتها لنص شعري واحد، وكأن ذائقتها الشعرية توقفت عند ذلك الحدّ. اما القسم الثاني فهو ذو توجه فرانكفوني، في المقابل نجد أنّ غالبية المبدعين الحقيقيين والمثقفين لا تقدم لهم الدعوات للمشاركة لا في المعرض ولا في غيرها من نشاطات وزارة خليدة تومي. والملاحظ أنّ هناك تغييبا شبه تام لكبار المثقفين والكتاب المبدعين إن كان على مستوى معرض الكتاب أو غيره من النشاطات الثقافية الكبرى، ومن أمثلة ذلك نجد الروائي أمين الزاوي، الحبيب السايح، عاشور فني، ربيعة جلطي، فضلية الفاروق، وغيرهم من الأسماء التي دائما هي محط اهتمام القائمين على التظاهرات الثقافية الكبيرة في الوطن العربي، فيما يتم تغييبهم في الجزائر التي تحتفي هذا العام بخمسين سنة من الاستقلال، ولازال القائمون على الثقافة فيها يغيبون مبدعيهم الحقيقيين.