لا تزال العديد من المشاتي التابعة لبلدية هواري بومدين، الواقعة بالجهة الغربية من عاصمة الولاية ڤالمة، تصارع العزلة في غياب المشاريع التنموية الضرورية التي انتظرها الأهالي منذ سنوات طويلة، والتي ترتبت عنها مشاكل كثيرة أرهقت كاهلهم وخلقت لهم متاعب كبيرة، خاصة من جانب النقل العمومي يشتكي المواطنون والتلاميذ على حد سواء من النقص المسجل في هذا مياد النقل، كما يعرف الطريق الذي يربط المشاتي بمقر البلدية الأم، وكذا الطريق المؤدي إلى بلدية حمام دباغ انطلاقا من قرية عين خروبة على مسافة 10 كلم والذي يعتبر المسلك الوحيد الذي يعول عليه السكان، تدهورا كبيرا بسبب الحفر الكبيرة المتناثر على طول الطريق حسب السكان الذين أكدوا ل”الفجر” أيضا بأن الفقر والبطالة ضاربة بأطنابها في هذه الجهة. ففي منطقة العاذر مثلا التي ورغم تواجد ينابيع المياه بكثرة بها، إلا أن السكان لا يزالون يعانون من أزمة العطش، نتيجة المشاريع الهشة والمغشوشة في بعض الأحيان التي استفادت منها المنطقة، حيث تم في السنوات الماضية إنجاز مشروع حنفية قصد تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب وفق المخططات الإنمائية المبرمجة، لكن وبعد تشغيل هذه الحنفية تبيّن أن المياه غير صالحة للشرب بعد التحاليل التي أجرتها مصالح الوقاية التابعة للبلدية، ليصبح الخيار الإجباري للسكان هو جلب المياه بوسائل بدائية كاستعمال الأحمرة على مسافة تقارب الكيلومترين ونصف، وهو ما دفع بهم إلى مناشدة السلطات المحلية من أجل الإسراع لتسوية هذا المشكل، لكنه ظل يراوح مكانه رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها. وقد عبّر لنا بعض السكان بذات المشتة الذين استفادوا من البناء الريفي، من غياب الإنارة وهو ما دفع بهم إلى اللجوء للربط العشوائي. ومن جهة أخرى أبدى أحد شيوخ المشتة والقاطن بأحد الأكواخ المنجز من الحجارة المغطى بالديس رفقة أبنائه الثلاثة، استياءه الكبير لعدم منحه السكن الريفي رغم وضعه الاجتماعي السيئ. نفس المشاكل لمسناها لدى سكان مشتة العاذر وعين النوادر الذين يحلمون بفك العزلة عنهم، وذلك بفتح مسالك تربطهم بالطريق المؤدي إلى بلدية هواري بومدين. للإشارة، فإن المشتة تتوفر على حنفية واحدة لم يتم ترميمها وتطهير مياهها منذ ما يقارب 10 سنوات مضت، مضيفا أن مشاكل المشتة لا تقتصر على حنفية المياه فحسب، بل إن هناك العديد من السكان لا يزالون تحت رحمة القصدير ولم يستفيدوا من السكن الريفي، ولا يزال بعض المواطنين يستعملون الشموع والقناديل البترولية للإنارة. ويناشد السكان بهذه المشاتي السلطات المعنية بالتفاتة طيبة من أجل رفع الغبن عنهم وإنهاء معاناتهم المستمرة التي أرهقت حياتهم وحياة أبنائهم، خاصة الدراسية منها، وتوفير الظروف المواتية من أجل البقاء بمشاتيهم. تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال برئيس البلدية من أجل إعطائنا ردود مقنعة حول معاناة سكان هذه المشاتي، لكننا لم نتمكن من ذلك.