حذر المشاركون في أشغال الأيام الطبية الثالثة حول حديثي الولادة، الذي احتضنه فندق ثامقوط بأعالي ياكوران في تيزي وزو، من العواقب الوخيمة التي تلاحق هذه الشريحة الحساسة جراء الإهمال من جهة، وكذا بفعل الأخطاء الطبية أوالتشوهات الخلقية التي تصاحبهم في أولى أيام حياتهم، داعين في هذا الإطار إلى ضرورة التأسيس لمرصد وطني بمثابة بنك للمعلومات بهدف مواجهة الأخطار المحدقة بالرضع وحديثي الولادة. وأضاف عدد من المختصين القادمين من مختلف جهات الوطن، أن للأولياء دور كبير في حماية ورعاية أبنائهم، خصوصا أن الأرقام تكشف عن تسجيل سنويا 40 بالمائة من وفيات الاطفال دون سن الخامسة، لاسيما الرضع الذين لا تتعدى أعمارهم 28 يوما، بفعل غياب الرعاية الماهرة لدى الوالدين، ما يستوجب حسبهم ضبط منهجية استعجالية لوقف زحف هذا الخطر بفعل وضع تدابير صحية فعالة عند الولادة وأثناء الأسبوع الأول من عمر الطفل، وهي الخطوة التي قالوا إنها تبقى من صلاحيات عاملين صحيين ماهرين لهم القدرة الكبيرة على الاطلاع على مجمل التدابير المتخذة، كما هو معمول في عديد الدول المتقدمة. كما طرح المتدخلون من زاوية أخرى، آثار الرضاعة الطبيعية على حياة الطفل خلال الأشهر الأولى، والتي تمده بجسم سليم و ذكاء حاد، إلا أنهم اعابوا في المقابل على ما تقوم به بعض الأمهات، حيث يقمن باعطاء حليب البقر لرضعهن ما يشكل خطر كبير لهم بل يتسبب في تشوهات خلقية تبدأ على شكل أورام، إلى أن تطفو على سطح جلد الرضيع بعد الستة الأشهر الأولى من حياته، نفس الشيء بالنسبة لحليب الماعز الذي يتوفر على مزايا عدة إلا أنه لا يمكن أن يعوض حليب الأم وفق الرضاعة الطبيعية، وهي المسائل التي دعوا إلى التعمق فيها من طرف الأولياء لتفادي مشاكل مستقبلا. كما اضاف هؤلاء أن العديد من الرضع خصوصا في دول العالم الثالث، من بينها الجزائر، يولدون قصيري القامة ليس بالضرورة بدافع وراثي وإنما نتيجة خلل هرموني أوتأثير الطبيعة على حياة الجنين وهو في بطن أمه، ناهيك عن نقص وزنهم عند الولادة، ما يستدعي حينها تخصيصه بالدفء اللازم، بالاضافة الى تسجيل حالات وفيات أخرى مفاجئة بسبب نقص الاوكسجين وكذا الاختناق، مع الرضوض عند الولادة.